الجيش السوداني يحقق تقدمًا ميدانيًا كبيرًا في الخرطوم
استطاعت قوات الجيش السوداني تحقيق تقدم ميداني كبير في العاصمة الخرطوم خلال الساعات الأخيرة، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على عدة مواقع استراتيجية مهمة، بينها مقر البنك المركزي والقصر الرئاسي وبرج الفاتح (فندق كورنثيا) ومباني رئاسة جهاز المخابرات العامة. هذه التطورات الميدانية التي وقعت في 21-22 مارس 2025 تمثل تحولاً استراتيجياً في مسار الصراع المستمر مع قوات الدعم السريع منذ نحو عامين، وتعزز من موقف الجيش على الأرض وتمنحه زخماً جديداً في الصراع الذي أنهك البلاد.
السيطرة على مواقع حيوية في وسط الخرطوم
أحرزت قوات الجيش السوداني تقدماً لافتاً في غرب مدينة الخرطوم حيث استعادت السيطرة على عدة مواقع حيوية، أبرزها مقر البنك المركزي السوداني الذي يعد من أهم المؤسسات المالية في البلاد. وشملت السيطرة أيضاً عدداً من الأبراج والبنايات الخاصة بعدة شركات ومصارف في ضاحية المقرن غرب الخرطوم.
وامتدت عمليات الجيش السوداني التي بدأت منتصف ليلة أمس إلى مناطق استراتيجية أخرى، حيث استعاد السيطرة على قاعة الصداقة ومدخل جسر توتي، ووصل حتى برج فندق كورنثيا الشهير ببرج الفاتح على شارع النيل في الخرطوم. كما تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مقر المتحف القومي وتوغل شرقاً، مما مكنه من بسط سيطرته على عموم ضاحية المقرن غرب العاصمة الخرطوم في تطور سريع ولافت في سياق العمليات العسكرية.
السيطرة على مقر المخابرات العامة
أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد الركن نبيل عبد الله، في منشور على منصة فيس بوك أن قوات الجيش تمكنت من تطهير مباني رئاسة جهاز المخابرات العامة، مشيراً إلى أن “الأوباش يحاولون الهروب أمام قواتنا بكل مكان في هذه اللحظات المباركة”.
كما أفادت التقارير بأن الجيش يحكم الحصار على عناصر الدعم السريع بجزيرة “توتي” بعد السيطرة على برج الفاتح، في إطار خطة متكاملة تهدف إلى تضييق الخناق على الميليشيات المسلحة في المناطق المركزية من العاصمة.
تحول استراتيجي في مسار الحرب
تمثل السيطرة على القصر الرئاسي ومقر البنك المركزي وبرج الفاتح ومباني المخابرات العامة تحولاً استراتيجياً في مجريات الحرب، إذ ظلت العاصمة الخرطوم لفترة طويلة معقلاً رئيسياً لقوات الدعم السريع، التي تمكنت في الأيام الأولى من الحرب من السيطرة على مواقع حيوية وسيادية حساسة.
ويشير المراقبون إلى أن استعادة الجيش لهذه المواقع الاستراتيجية قد تفتح الطريق أمامه للسيطرة على مناطق أخرى مهمة في الخرطوم، ما قد يؤثر في المعادلة السياسية ويمنح القيادة العسكرية اليد العليا في أي تسوية قادمة.