تركيا تسعى للسيطرة على جنوب سوريا: تأثير التصعيد في السويداء ودور الشيخ حكمت الهجري
كشفت مصادر سورية لـ المنشر الإخباري أن تركيا تسعى بشكل جاد للسيطرة على جنوب سوريا ومنع أي نمو للمعارضة ضدها وضد نظام أحمد الشرع. وتعتبر تلك السعي جزءا من تحركات استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على النفوذ التركي في المنطقة وضمان استقرار النظام الذي تدعمه في دمشق.
الموقف الروحي للطائفة الدرزية ورفض الشيخ الهجري للإعلان الدستوري
في هذا السياق، كان الموقف الذي اتخذته القيادة الروحية للطائفة الدرزية في سوريا، بقيادة الشيخ حكمت الهجري، دافعا رئيسيا للتصعيد. رفض الشيخ الهجري الإعلان الدستوري الذي منح أحمد الشرع صلاحيات واسعة، حيث أصبح الأخير “ديكتاتورا جديدا” بحكم مجموعة من البنود الدستورية التي وضعته في موقع يسمح له بالتحكم الكامل في الدولة دون أي محاسبة أو مشاركة سياسية حقيقية من قبل باقي مكونات المجتمع السوري.
التصعيد في السويداء وتزايد التأييد للشيخ الهجري
ساهم الإعلان الدستوري في تصاعد مشاعر المعارضة من قبل الطائفة الدرزية في السويداء. ووجد الشيخ حكمت الهجري دعما شعبيا متزايدا، بالتزامن مع تسريب فيديوهات تتضمن انتهاكات في الساحل السوري، ما دفع العديد من أبناء السويداء إلى الالتفاف حوله. وعليه، أصبحت هذه المنطقة نقطة محورية للمعارضة الشعبية ضد حكومة أحمد الشرع.
تركيا ومحاولة شق الصف الداخلي في السويداء
عملت تركيا من خلال عملائها على خلق حالة من الانقسام داخل المجتمع السويدي، محاولة دعم جبهة معارضة للشيخ حكمت الهجري. عبر دعمها لزعامات دينية ومحلية وبعض الشخصيات السياسية والعسكرية، ضخت تركيا مبالغ مالية تجاوزت الـ 600 ألف دولار في جيوب تلك الشخصيات بهدف تقويض الدعم الشعبي للشيخ الهجري.
أموال مقابل المواقف السياسية
تم استخدام هذه الأموال لدعم قادة فصائل عسكرية محلية، وتوسيع نطاق الحركات التي تسعى إلى تقليل التأثير السياسي للشيخ الهجري في السويداء. إضافة إلى ذلك، خصصت تركيا دعما ماليا لمنصات إعلامية محلية في السويداء للترويج بشكل مباشر أو غير مباشر لحكومة أحمد الشرع.
التأثير الإعلامي والسياسي على المعارضة
وفي ذات السياق، وجهت السلطات التركية المحطات الإعلامية الموالية للإخوان المسلمين وللسياسات التركية إلى شن هجوم حاد على الطائفة الدرزية بشكل عام، والشيخ حكمت الهجري بشكل خاص، حيث تم توجيه تهم متكررة بالعمالة لإسرائيل أو السعي للانفصال ضد أي شخص يعارض حكومة أحمد الشرع.
وفي إطار تصعيد الهجوم على الشيخ حكمت الهجري، أصدرت تركيا تعليمات إلى الناشطين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي للتصعيد أكثر ضد الشيخ الهجري. وقد شمل هذا الهجوم الإعلامي والسياسي الحملات الموجهة نحو النيل من سمعة القيادة الروحية للطائفة الدرزية، في مسعى لتشويه صورته أمام المجتمع السوري والعالمي.