شهدت مدينة سلقين شمال غرب إدلب، السبت 22 مارس 2025، عملية اغتيال مزدوجة طالت القيادي البارز في هيئة تحرير الشام المكنى “أبو خالد العراقي السامرائي” وشقيقه، في هجوم نفذه مسلحون مجهولون. الحادثة التي وقعت أمام منزل القيادي، تأتي ضمن سلسلة تصاعدية للعنف بين الفصائل المتناحرة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني بسوريا.
تفاصيل العملية والتداعيات
وفقا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، اقتحم مسلحون يرتدون زيا عسكريا موقع أبو خالد العراقي في سلقين، وأطلقوا النار بشكل مكثف أدى إلى مقتله وشقيقه على الفور. تشير الأدلة الأولية إلى استخدام أسلحة خفيفة وقنابل يدوية، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى اللحظة.
من هو أبو خالد العراقي؟
يعتبر أبو خالد العراقي واسمه الحقيقي خالد مصباح البرو وهو عراقي الجنسية من القيادات الأمنية العليا في هيئة تحرير الشام، حيث تولى منصب قاضي التحقيق في سجن عقربات التابع للهيئة. ينسب إليه دور في تصفية الخصوم داخليا، خاصة من المنتمين سابقا لتنظيم داعش، أما شقيقه، فكان يشغل منصبا لوجستيا في إدارة المعابر الحدودية مع تركيا.
تاريخ من الاغتيالات المستهدفة
تصاعدت عمليات الاغتيال في صفوف تحرير الشام منذ عام 2023، حيث سجلت 601 حادثة استهدفت قادة وعناصر من الفصائل المتنافسة، وفق إحصائيات المرصد السوري. كشفت مصادر سورية عن وجود تحالفات خفية بين قيادات منشقة عن الهيئة وجهات خارجية، حيث حاول أبو خالد العراقي سابقا التوسط في صفقة أسلحة مع التحالف الدولي عام 2023، مما جعله هدفا للتيار المتشدد داخل التنظيم.
ضربات لشبكات التمويل
كان أبو خالد يشرف شخصيا على “ديوان الزكاة” الذي يجمع ما يقارب 20 مليون دولار شهريا من المناطق الخاضعة للهيئة. يتوقع أن تؤدي وفاته إلى حرب عصابات على السيطرة على المعابر الحدودية ومصادر التمويل، خاصة معبر باب الهوا الحيوي.
الانقسامات المحلية والاشتباكات
بدءا من مساء الحادثة، شهدت سلقين اشتباكات بين عشيرتي النجار والساري، حيث تنتمي أسرة أبو خالد إلى فخذ “البراوين” المتحالف مع عشيرة الساري. هذا الانقسام قد يعيد إنتاج سيناريو “مجزرة أطمة” 2023 التي خلفت 50 قتيلا.