كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن فيديو يوثق اللحظات الأخيرة لزعيم حركة حماس يحيى السنوار قبل اغتياله
كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية النقاب عن فيديو غير مسبوق مدته 37 ثانية يوثق اللحظات الأخيرة لزعيم حركة حماس يحيى السنوار قبل اغتياله في أكتوبر 2024، وذلك خلال تغطية موسعة لتفاصيل العملية التي أثارت جدلاً واسعاً حول مدى تخطيطها المسبق. يأتي الكشف الجديد في سياق تصاعد المواجهات الإسرائيلية مع الفصائل الفلسطينية، حيث تستعد إسرائيل لإرسال حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة وفق تصريحات مسؤولين أمريكيين.
تفاصيل الفيديو المثير للجدل
يظهر التسجيل المصور -الذي التقطته طائرة مسيرة تابعة للكتيبة 450 الإسرائيلية- السنوار جالساً على أريكة في منزل بمدينة رفح، حيث يبدو عليه الإعياء الشديد مع إصابة واضحة في ذراعه اليمنى. تشير التسجيلات إلى ثلاث محاولات لدخول الطائرة المسيرة إلى المبنى، حيث ألقى السنوار قنبلتين يدويتين تجاه القوات الإسرائيلية قبل أن ترد الدبابات بإطلاق النار على الموقع.
أوضحت الصحيفة العبرية أن التسجيل الثالث فقط التقط اللحظات الحاسمة، حيث ظهر الزعيم الفلسطيني وهو يحاول إبعاد الطائرة المسيرة بعصا قبل أن تقصف الدبابات المبنى بشكل نهائي. وأكد المصدر العسكري الإسرائيلي أن عملية التعرف على هوية السنوار تمت بعد 24 ساعة من الحادث، مما يطرح تساؤلات حول مدى دقة المعلومات الاستخباراتية المسبقة.
جدل حول ظروف الاغتيال
كشف التحقيق الداخلي للجيش الإسرائيلي عن سلسلة أخطاء تقنية، منها نسيان تشغيل زر التسجيل خلال المحاولتين الأوليين، وفقاً لشهادة الراحل الرائد هود شريبمان الذي قُتل لاحقاً في القطاع. هذه التفاصيل تعزز الرواية الفلسطينية التي تشكك في الرواية الرسمية للعملية، وتؤكد مصادر حماس أن السنوار “استشهد خلال مواجهة شرسة وليس كمخطط مسبق”.
الكتيبة 450 وتكتيكات المواجهة
تمكنت الوحدة العسكرية الإسرائيلية النخبوية من تنفيذ العملية بعد عام كامل من المطاردة، مستخدمة تقنيات مركبة تشمل الطائرات المسيرة المتطورة وأنظمة التتبع الحراري. تشير الخرائط العسكرية إلى أن المبنى المستهدف كان يقع ضمن منطقة عسكرية مغلقة أعلنتها إسرائيل كـ”منطقة عازلة” جنوب قطاع غزة.
واجهت القوات الإسرائيلية صعوبات جمة في تأكيد هوية السنوار، حيث اعتمدت في البداية على مطابقة صور الأسنان قبل الانتقال إلى تحاليل الحمض النووي. كشفت وثائق مسربة عن وجود 6 محاولات سابقة لاغتياله بين 2022-2024، جميعها باءت بالفشل بسبب نظام الأمان المشدد المحيط به.
عملية التشريح الجنائية
أكد معهد الطب العدلي الإسرائيلي في تقرير مفصل تطابق بنية الأسنان بنسبة 97% مع السجلات الطبية للسنوار، بينما أظهرت عينات DNA تطابقاً كاملاً بعد 48 ساعة من الحادث.
أثارت هذه النتائج جدلاً قانونياً حول مشروعية احتجاز الجثمان، حيث تطالب عائلة السنوار باستعادته وفق الأعراف الدولية.
الجدل الدبلوماسي حول الجثمان
رفضت الحكومة الإسرائيلية حتى الآن تسليم الجثة ضمن مفاوضات تبادل الأسرى، في قرار وصفه مراقبون بأنه “استخدام سياسي للرفات البشرية”. من جهتها، هددت حركة حماس بـ”رد غير مسبوق” إذا لم يتم تسليم الجثمان، وفق تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري.
المواقف الإسرائيلية الرسمية
وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوفال شتاينتز العملية بأنها “ضربة استباقية لمنع هجمات مستقبلية”، مشيراً إلى أن الفيديو سيُستخدم كـ”أداة ردع نفسي”. من ناحية أخرى، اعترف مسؤولون في الشاباك بوجود “ثغرات استخباراتية” في تتبع تحركات السنوار خلال الأشهر الأخيرة.
الرد الفلسطيني والإقليمي
نشرت كتائب القسام فيديو تذكارياً يظهر السنوار خلال زيارته لمصانع صواريخ محلية، مؤكدة استمرار برنامجها التصنيعي. كما أعلن محمد السنوار -شقيق القائد الراحل- عن تشكيل “خلية أمنية خاصة” لحماية القيادات الفلسطينية.
تأثيرات على ملف الأسرى
أدت العملية إلى تعقيد مفاوضات التبادل، حيث تشترط إسرائيل الآن إدراج بنود جديدة حول نزع السلاح، بينما ترفض حماس أي شروط مسبقة. كشف مصدر دبلوماسي أوروبي عن توجه دولي لـ”إعادة تشكيل خارطة المفاوضات” في ضوء التطورات الجديدة.
مستقبل المواجهات العسكرية
يشير تحليل لمركز أبحاث تل أبيب إلى ارتفاع بنسبة 40% في عمليات القصف الإسرائيلية بغزة منذ الكشف عن الفيديو، في حين سجلت مصادر فلسطينية زيادة ملحوظة في عمليات الاشتباك المباشر بالقرب من الحدود الشرقية.
يفتح الفيديو الجديد ملفاً شائكاً حول أخلاقيات الحرب الإلكترونية واستخدام التسجيلات المصورة كأداة دعائية. مع استمرار الجدل الدولي حول ظروف الاغتيال، تبدو المنطقة مقبلة على جولة جديدة من التصعيد قد تطيح بجهود الهدنة الأخيرة، خاصة مع تصاعد وتيرة الاشتباكات في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل متزامن.