اغتيال قياديين في حماس خلال 24 ساعة: تصعيد إسرائيلي يستهدف الصفوف القيادية في غزة
شهدت الساعات الأخيرة من شهر رمضان تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً غير مسبوق في قطاع غزة، تمثل في اغتيال عضوَيْن بارزَيْن في المكتب السياسي لحركة حماس خلال عمليتين منفصلتين. حيث استهدفت طائرات الاحتلال صلاح البردويل أثناء صلاة القيام في خيمة نازحين، بينما قضى إسماعيل برهوم نحبه داخل غرفة جراحة بمستشفى ناصر الطبي أثناء تلقيه العلاج، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية.
تفاصيل اغتيال صلاح البردويل: استهداف أثناء العبادة
في عملية وصفت بالـ”جريمة المزدوجة”، لقي صلاح البردويل (66 عاماً) وزوجته مصرعهما فجر الأحد خلال قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين جنوبي خان يونس. المصادر المحلية أكدت أن البردويل كان يؤدي صلاة قيام الليل في الليلة الثالثة والعشرين من رمضان عندما انفجر الصاروخ الإسرائيلي في موقع تجمّع العائلات النازحة.
مسار سياسي حافل
ينتمي البردويل إلى جيل المؤسسين لحزب الخلاص الوطني الإسلامي عام 1996، حيث شغل منصب الناطق الإعلامي لحماس في خان يونس قبل انتخابه عضواً في المكتب السياسي للحركة عام 2021. كما مثّل كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، حيث ترأس اللجنة السياسية وشارك في صياغة الخطاب الدبلوماسي للحركة.
إسماعيل برهوم: اغتيال داخل غرفة العمليات
في تصعيد خطير، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية غرفة الجراحة بالطابق الثاني في مجمع ناصر الطبي – ثاني أكبر المنشآت الصحية بغزة – ما أدى إلى استشهاد برهوم الذي كان يتلقى العلاج من إصابات سابقة. مصادر طبية أوضحت أن القصف تسبب في اندلاع حريق كبير أعاق فرق الإنقاذ من الوصول للجرحى فوراً[.
سيرة مقاومة متجذرة
يُعتبر برهوم (58 عاماً) أحد أبرز الوجوه الدعوية في الحركة، حيث بدأ مسيرته كخطيب جامعيّ قبل أن يصعد إلى المناصب القيادية. عُرف بمواقفه الصلبة تجاه التنسيق الأمني الفلسطيني-الإسرائيلي، ودعواته المتكررة لـ”توحيد البنادق الفلسطينية”.
ردود الفعل الفلسطينية: إدانة واستنفار
نعت حركة حماس القائدين في بيان مشترك، واصفة العمليتين بأنهما “استكمال لمشروع الإبادة الجماعية”. وأكد الناطق باسم الحركة أن “دماء الشهداء ستُحول إلى وقود للمقاومة”، في إشارة إلى احتمالية تصاعد العمليات العسكرية.
تصريحات قيادية ملتهبة
قال محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام في تسجيل صوتي بثته القناة العسكرية للحركة: “سنرد على جرائم الاحتلال بطريقتنا الخاصة وفي توقيتنا، ولن تكون هذه الجرائم مجانية”. من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي حسيل باديه المواطنين إلى “التعجيل في إنجاز التحضيرات الميدانية لمعارك المصير.
تداعيات إستراتيجية: اختبار للردع المتبادل
تحليل عسكري:
“استهداف القيادات في أماكن مقدسة وعلاجية يشير إلى خطة إسرائيلية لتفكيك البنية القيادية لحماس بشكل منهجي، لكنه يحمل مخاطر تفجير المواجهات في الضفة والقدس”
تشير تقديرات استخبارية إلى أن العملية تأتي ضمن ما يُعرف بـ”حرب الغرف المغلقة” التي تعتمد على معلومات استخبارية دقيقة لاستهداف القادة دون التورط في عمليات برية. ومع ذلك، يحذّر مراقبون من أن هذه الاغتيالات قد تدفع حماس إلى تبني استراتيجية الرد غير المتماثل عبر صواريخ ذات مدى أبعد.
بُعد دولي: انتهاكات القانون الإنساني
أصدرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بياناً استنكرت فيه “الاستهداف المتعمد للبنى التحتية الصحية والأماكن الدينية”. بينما دعت منظمة الصحة العالمية إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في حادثة مستشفى ناصر، مؤكدة أن الهجوم ينتهك المادة 18 من الاتفاقية الرابعة لجنيف.
سابقة خطيرة
يُذكر أن هذه أول مرة منذ حرب 2014 التي تستهدف إسرائيل بشكل متعمد مبنى مستشفى عاملاً في غزة، ما يفتح الباب أمام تحولات جيوستراتيجية في نمط المواجهات، حيث قد تتحول المنشآت المدنية إلى ساحات قتال مفتوحة.