إنذار ترامب لإيران: 60 يوماً لحل أزمة النووي أو مواجهة عسكرية محتملة
تصاعدت حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية، مع تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه إنذاراً نهائياً للقيادة الإيرانية يمنحها مهلة 60 يوماً لحل أزمة البرنامج النووي، وسط ضغوط إسرائيلية متزايدة لاتخاذ إجراء عسكري ضد طهران. تكشف التقارير الإعلامية عن خطط أمريكية-إسرائيلية محتملة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المساعي الدبلوماسية، في تطور دراماتيكي قد يعيد تشكيل خارطة القوى الإقليمية.
تصعيد جديد: إنذار ترامب وخيار المواجهة العسكرية
وفقاً لتقارير إعلامية حديثة، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنذاراً مباشراً للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يمنح طهران مهلة 60 يوماً فقط لحل أزمة الملف النووي، وإلا فإن المواجهة العسكرية ستكون هي الخيار القادم. هذا التصعيد يأتي في ظل تقارير استخباراتية أمريكية تشير إلى أن إيران تسعى إلى تسريع وتيرة برنامجها النووي من خلال اتباع طرق مختصرة لتطوير سلاح نووي.
ويعد هذا الإنذار الرسمي أحدث خطوة في سلسلة متصاعدة من التحذيرات الأمريكية لإيران، التي تزامنت مع ضغوط إسرائيلية متزايدة على الإدارة الأمريكية للتعامل بشكل حاسم مع التهديد النووي الإيراني. وتكشف المصادر أن خيار العمل العسكري المشترك بين واشنطن وتل أبيب أصبح يطرح بقوة على طاولة النقاشات، خاصة مع تقارير تفيد بأن الدفاعات الجوية الإيرانية أصبحت مكشوفة بعد حملة قصف إسرائيلية استهدفت البنية التحتية العسكرية الإيرانية في أكتوبر الماضي.
الضغوط الإسرائيلية وخطة نتنياهو
تكشف التقارير الإعلامية عن مساعٍ حثيثة يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع الرئيس الأمريكي بضرورة توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية. وقد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن نتنياهو يضغط بقوة على ترامب للسماح بعملية أمريكية-إسرائيلية مشتركة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية.
ويبدو أن مساعي نتنياهو بدأت قبل شهر من الإنذار الأخير الذي وجهه ترامب، إذ نقلت “القناة الـ12” الإسرائيلية في مطلع فبراير الماضي عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، أن نتنياهو يعتزم الطلب من ترامب الموافقة على “مهاجمة إيران أولاً”. وأكدت تلك المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقترح تغيير ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط، والمضي قدماً في هجوم على إيران قبل إتمام أي صفقات أخرى في المنطقة.
لم يستبعد المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، في تصريحات سابقة، مناقشة توجيه ضربة لإيران خلال اجتماعات ترامب ونتنياهو، مؤكداً أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية قد يكون أحد الخيارات المطروحة. هذه التصريحات تعكس التوجه الإسرائيلي الواضح نحو الدفع باتجاه عمل عسكري ضد إيران.
التهديد النووي الإيراني: حقائق واستراتيجيات
تشير التقارير الاستخباراتية الأمريكية إلى أن إيران تتبع استراتيجية جديدة في برنامجها النووي، حيث يعمل فريق من العلماء النوويين الإيرانيين على إيجاد “طرق سريعة” و”مختصرة” لصنع سلاح نووي، مما يمكنهم من تحويل مخزونهم من اليورانيوم المخصب إلى سلاح خلال بضعة أشهر فقط.
وتفيد المعلومات المتاحة بأن إيران تمتلك حالياً مخزوناً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يكفي لصنع من أربع إلى خمس قنابل نووية، وفقاً لتقديرات المصادر الغربية. وتشير تحليلات استخباراتية إلى أن طهران قد تسعى إلى تصنيع قنبلة نووية أولية بتصميم قديم، مما يجعل إنتاجها أسرع لكنه قد لا يكون قابلاً للتركيب على صاروخ باليستي، وهو ما قد يمثل ورقة ردع استراتيجية بيد إيران في مواجهة خصومها.
التحذير الأمريكي: لماذا الآن؟
يأتي الإنذار الأمريكي في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد المخاوف من قرب وصول إيران إلى عتبة امتلاك سلاح نووي. وتشير بعض التحليلات إلى أن إدارة ترامب قد تكون قررت وضع حد نهائي للمماطلة الإيرانية في هذا الملف، خاصة مع تقارير تفيد بأن طهران تدرك أن استغراق وقت طويل في بناء رأس نووي يشكل نقطة ضعف كبيرة، وأنها قد تسعى إلى تقصير الفترة الزمنية اللازمة لامتلاك سلاح نووي عملي.
وتحذر مصادر أمريكية من أن إيران قد تلجأ إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهو المستوى المطلوب لصنع الأسلحة النووية، مما قد يدفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تنفيذ عمل عسكري ضدها. ويبدو أن الإنذار الأخير يهدف إلى منع طهران من اتخاذ مثل هذه الخطوة، التي ستعتبر تجاوزاً للخطوط الحمراء الأمريكية.
سيناريوهات المواجهة والتداعيات المحتملة
في حال انتهاء المهلة الممنوحة لإيران دون تحقيق تقدم ملموس في حل أزمة الملف النووي، تبرز عدة سيناريوهات محتملة للمواجهة، أبرزها:
عملية عسكرية محدودة ضد المنشآت النووية
قد تلجأ الولايات المتحدة وإسرائيل إلى شن هجمات جوية محدودة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن الدفاعات الجوية الإيرانية أصبحت مكشوفة بعد حملة قصف إسرائيلية في أكتوبر أدت إلى تفكيك البنية التحتية العسكرية الإيرانية الحيوية. هذا السيناريو يهدف إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني دون التورط في حرب شاملة.
فرض عقوبات قاسية جديدة
قد تلجأ واشنطن إلى فرض حزمة عقوبات غير مسبوقة على طهران، بالتزامن مع جهود دبلوماسية مكثفة لعزل إيران دولياً وإجبارها على التراجع عن برنامجها النووي. هذا السيناريو يسعى لتجنب المواجهة العسكرية المباشرة، لكنه قد لا يلبي تطلعات إسرائيل التي تضغط باتجاه عمل عسكري.
رد إيراني ومخاطر تصعيد إقليمي
في حال تنفيذ عمل عسكري ضد إيران، فإن الرد الإيراني سيكون حتمياً، مع احتمال استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة والمدن الإسرائيلية بالصواريخ البالستية، فضلاً عن تحريك وكلائها في المنطقة لشن هجمات متعددة. هذا السيناريو يحمل مخاطر تصعيد واسع النطاق قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.
الموقف الدولي والإقليمي من التصعيد المحتمل
تتباين مواقف القوى الدولية والإقليمية إزاء احتمالات المواجهة العسكرية مع إيران، فبينما تبدي بعض الدول الخليجية تأييداً ضمنياً لأي تحرك يحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، تتخذ قوى دولية مثل روسيا والصين موقفاً معارضاً لأي عمل عسكري، داعية إلى حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية.
وتشير التحليلات إلى أن الموقف الأوروبي يميل إلى تفضيل الحل الدبلوماسي على المواجهة العسكرية، رغم القلق المتزايد من تسارع وتيرة البرنامج النووي الإيراني. وقد يلعب الموقف الأوروبي دوراً مهماً في المساعي الدبلوماسية خلال فترة الإنذار.
الأيام الستون القادمة وتحولات الشرق الأوسط
تشكل الأيام الستون القادمة منعطفاً حاسماً في مسار الأزمة النووية الإيرانية وربما في مستقبل منطقة الشرق الأوسط بأكملها. فإما أن تنجح الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، أو أن المنطقة قد تشهد مواجهة عسكرية ذات تداعيات خطيرة.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى السؤال المطروح: هل ستختار إيران الانصياع للضغوط الدولية والتراجع عن طموحاتها النووية، أم أنها ستتمسك بموقفها وتستعد للمواجهة؟ وهل ستمضي الإدارة الأمريكية قدماً في تنفيذ تهديداتها العسكرية بعد انقضاء المهلة، أم أن الدبلوماسية ستنجح في إيجاد مخرج للأزمة؟
الأسابيع القادمة ستكشف عن إجابات هذه التساؤلات، في وقت يترقب فيه العالم بأسره مصير هذه المواجهة التي قد تغير وجه المنطقة.