تحذيرات أوروبية وإسرائيلية من التهديد النووي الإيراني ودعوات لمنع التسلح
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف الدولية، حذرت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خلال زيارتها الأخيرة إلى إسرائيل من أن النظام الإيراني يشكل “تهديدًا لاستقرار المنطقة والعالم”، مؤكدةً أن طهران لا يجب أن تمتلك أسلحة نووية أبدًا. جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في القدس يوم الاثنين 24 مارس 2025، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا متعدد الأوجه.
التصريحات المشتركة وإطارها الاستراتيجي
أكدت كالاس خلال اللقاء الصحافي أن البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا يمثلان عنصرين رئيسيين في تهديدات النظام الإيراني. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يدعم كافة الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى منع طهران من امتلاك القدرة النووية، مشددةً على أن “الخيار العسكري ليس على الطاولة في الوقت الراهن”.
الموقف الإسرائيلي المتشدد
من جانبه، استغل الوزير ساعر المنصة لإلقاء الضوء على الهجوم الإرهابي الأخير قرب يوكنعام، الذي أسفر عن مقتل مواطن إسرائيلي، معتبرًا إياه نتاجًا للتحريض المستمر من قبل الفصائل الفلسطينية. لكنه سرعان ما حوّل الحديث إلى المحور الإيراني، قائلاً: “نحن اليوم نواجه تحالفًا مريبًا يضم إيران وحماس وحزب الله، يهدد ليس إسرائيل فحسب، بل الحضارة الغربية بأسرها”
الخلفية النووية الإيرانية وتصاعد التحذيرات
تأتي هذه التحذيرات في أعقاب تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية صدر في 15 مارس 2025، حذر فيه المدير العام رافائيل غروسي من أن إيران “تقترب بشكل خطير من تجاوز العتبة النووية”. وفقًا للبيانات الفنية، فإن طهران قامت بتركيب 42 مجموعة أجهزة طرد مركزي متقدمة من طراز IR-6 في منشأة ناتنز تحت الأرض، مع استمرارها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% .
السياق التاريخي للاتفاق النووي
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد دعا في نوفمبر 2024 إيران إلى “العودة الفورية” لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، معتبرًا منع التسلح النووي أولوية أمنية قصوى. لكن طهران استمرت في تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث أزالت 27 كاميرا مراقبة من منشآتها النووية خلال السنوات الثلاث الماضية.
التداعيات الإقليمية والدولية
أشارت كالاس إلى أن دعم إيران العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا – عبر توريد طائرات مسيرة وأنظمة صاروخية – يجعل من ملفها النووي قضية عابرة للحدود. هذا الرأي يتقاطع مع تحذيرات مايك والتز مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي صرح في 23 مارس 2025 بأن “امتلاك إيران للقنبلة النووية سيُفجر سباق تسلح إقليميًا يهدد الأمن العالمي”.
المخاوف الأوروبية من الانتشار النووي
وفقًا لتحليل مركز الأبحاث الأوروبي “يورابيا”، فإن بلوغ إيران القدرة النووية قد يدفع دولًا مثل السعودية وتركيا ومصر إلى السعي لامتلاك ترسانات نووية خاصة بها. هذه السيناريوهات تضع الاتحاد الأوروبي أمام تحديات أمنية غير مسبوقة، خاصة مع وجود تقارير عن مفاوضات سرية بين طهران وبعض الدول الأفريقية حول إنشاء منشآت نووية مدنية.
السيناريوهات المستقبلية والخيارات الدبلوماسية
رغم التأكيدات الأوروبية على التزامها بالحل الدبلوماسي، إلا أن مصادر دبلوماسية في بروكسل تشير إلى وجود خلافات داخلية حول مدى تشديد العقوبات. بعض الدول الأعضاء تدعو إلى فرض حظر كامل على صادرات النفط الإيرانية، بينما تعارض ذلك دول أخرى تخشى من تأثيرات ذلك على الأسواق العالمية.