المقترح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في غزة: الجدول الزمني والضمانات
قدمت مصر مقترحاً جديداً يهدف إلى استعادة مسار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، ويتضمن آلية تدريجية لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع بضمانات أمريكية. المقترح المصري يأتي وسط تصعيد عسكري إسرائيلي في القطاع استمر منذ خرق الهدنة السابقة.
تفاصيل المقترح المصري الجديد
اقترحت مصر وضع جدول زمني محدد لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بالتوازي مع تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة بضمانات أميركية. وتنص الخطة المصرية الجديدة على أن تفرج حركة حماس عن خمسة رهائن أحياء أسبوعياً، على أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
ووفقاً لمسؤولين مصريين، فإن المقترح ينص على إطلاق سراح خمسة رهائن على قيد الحياة، من بينهم مواطن أميركي-إسرائيلي، مقابل عدة شروط تشمل:
- سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
- توقف القتال لعدة أسابيع
- إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين
مواقف الأطراف المعنية من المقترح المصري
موقف الولايات المتحدة الأمريكية
أبدت الولايات المتحدة موافقتها المبدئية على المقترح المصري، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين. ويأتي هذا في سياق الجهود الأمريكية المستمرة للتوصل إلى حل للصراع وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.
موقف حركة حماس
أفاد مسؤول في حركة حماس بأن الحركة “ردت بشكل إيجابي” على المقترح المصري، دون الخوض في مزيد من التفاصيل. ويأتي الرد الإيجابي من حماس في وقت تواجه فيه الحركة ضغوطاً عسكرية متزايدة من جانب إسرائيل.
موقف إسرائيل
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا وجود مؤشرات إيجابية بشأن الطرح المصري الجديد، لكنهم أشاروا إلى أن الفجوات لا تزال كبيرة بين مواقف الأطراف. وكانت إسرائيل قد رفضت سابقاً استئناف اتفاق وقف إطلاق النار ودخول المرحلة الثانية منه.
السياق التاريخي للمقترح المصري
جاء المقترح المصري الجديد بعد أسبوع من إنهاء إسرائيل لوقف إطلاق النار مع حماس بقصف مفاجئ، فيما عُرف بـ “مجزرة 17 رمضان” التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني. منذ ذلك الحين، تعمل مصر على استعادة مسار وقف إطلاق النار في القطاع.
الهدنة السابقة ونتائجها
أسهم اتفاق وقف إطلاق النار السابق في تحقيق هدوء نسبي، والإفراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع. وامتدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تم خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.
المواقف المتباينة ونقاط الخلاف
تبرز عدة نقاط خلاف بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار:
1. تصر حماس على أنها لن تفرج عن الـ59 رهينة المتبقين (يعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة) إلا مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين ووقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة.
2. في المقابل، تؤيد إسرائيل مقترحات لتعديل الاتفاق بهدف إطلاق سراح المزيد من الرهائن، قبل بدء المحادثات بشأن وقف إطلاق النار الدائم، التي كان من المفترض أن تبدأ في أوائل مارس الجاري.
الوضع الإنساني في غزة
أدت الحرب في غزة إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعدها الأمم المتحدة موثوقة. وشهد قطاع غزة فجر اليوم سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينياً على الأقل، بينهم العديد من النساء والأطفال.
يمثل المقترح المصري الجديد محاولة جادة لاستعادة مسار وقف إطلاق النار في غزة، وإنقاذ أرواح المدنيين الذين يتعرضون للقصف المستمر. ويبقى التحدي الأكبر هو تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس بشأن الشروط النهائية لاتفاق دائم يضمن إطلاق سراح كافة الرهائن ووقف الأعمال العدائية بشكل نهائي.