موعد زيادة أسعار البنزين والسولار في مصر: التوقعات والسياق الاقتصادي
تشهد الأسواق المصرية حالة من الترقب مع اقتراب موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية المقرر في أبريل 2025، حيث تتجه الأنظار نحو احتمالية تطبيق زيادات جديدة على أسعار الوقود في إطار خطة حكومية تستهدف إلغاء الدعم بالكامل بحلول ديسمبر 2025.
الزيادة المرتقبة في أبريل 2025
تشير توقعات الخبراء إلى أن لجنة التسعير التلقائي قد تقرر زيادة أسعار البنزين والسولار بنسبة تصل إلى 10% خلال اجتماعها المزمع عقده في منتصف أبريل المقبل. وبناءً على الأسعار الحالية، من المتوقع أن يرتفع سعر بنزين 95 من 17 إلى 18.7 جنيه للتر، بينما قد يصل بنزين 92 إلى 16.75 جنيه، وبنزين 80 إلى 15.13 جنيه، مع ارتفاع متوقع في سعر السولار إلى 15 جنيه للتر.
الجدول الزمني لرفع الدعم الكامل
تستعد الحكومة المصرية لتطبيق أربع زيادات تدريجية على أسعار الوقود حتى نهاية مارس 2026، وفقًا لالتزاماتها مع صندوق النقد الدولي. تبدأ الزيادات الأولى في أبريل ويوليو وأكتوبر 2025، على أن تكون الزيادة الرابعة والأخيرة مطلع 2026 لتحقيق التحرير الكامل للأسعار.
العوامل المؤثرة في قرارات التسعير
تعتمد آلية تحديد الأسعار الجديدة على ثلاثة متغيرات رئيسية: الأسعار العالمية للنفط التي تشهد حالياً تراجعاً إلى 73-74 دولاراً للبرميل، وسعر صرف الدولار الذي استقر حول 48.65 جنيه بعد تعويم الجنيه في مارس 2024، بالإضافة إلى تكاليف الإنتاج والتكرير التي تشكل عبئاً على الموازنة العامة.
التداعيات الاقتصادية المتوقعة
قد تؤدي الزيادات المقترحة إلى ارتفاع مؤشر التضخم الذي سجل 26.4% في فبراير 2025. يتوقع خبراء الطاقة تأثيراً متسلسلاً على قطاعات النقل والتصنيع، مع احتمال ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 15-20%، مما ينعكس على أسعار السلع الاستهلاكية.
السياق الدولي والضغوط المالية
يأتي التحرك الحكومي في إطار التزام مصر ببنود اتفاقية صندوق النقد الدولي البالغة 8 مليارات دولار، والتي تشترط خفض دعم الوقود من 154 مليار جنيه في 2025 إلى الصفر بحلول 2025م. وأكد الدكتور محمد معيط من الصندوق أن الترتيبات الحالية تسمح بتنفيذ سلسلة الزيادات دون صدمات اقتصادية.
الردود الرسمية وتدابير التخفيف
أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن حزمة تعويضات تشمل زيادة المعاشات بنسبة 15%، وتوسيع نطاق البطاقات التموينية، مع الحفاظ على دعم أسطوانات البوتاجاز عند 150 جنيهاً. وتعمل الحكومة على تعزيز برامج الحماية الاجتماعية باستخدام جزء من المدخرات الناتجة عن خفض الدعم.
مستقبل أسعار الوقود بعد 2025
بحلول ديسمبر 2025، من المقرر أن تتحول آلية التسعير إلى نظام مرتبط كلياً بالأسواق العالمية، حيث سيتم مراجعة الأسعار كل ثلاثة أشهر بناءً على متوسطات أسعار النفط العالمية وتكاليف الاستيراد. وقد أشارت تقديرات وزارة البترول إلى إمكانية تثبيت الأسعار إذا استقرت الأسعار العالمية دون 75 دولاراً للبرميل.
ردود فعل السوق والتحليلات الاقتصادية
أعربت غرف التجارة عن مخاوفها من تأثير الزيادات المتتالية على القطاع الصناعي، بينما أشار محللو الطاقة إلى أن النظام الجديد سيمكن مصر من توفير 2.1 مليار دولار سنوياً من فاتورة الدعم. من جهة أخرى، حذرت منظمات حماية المستهلك من تأثيرات اجتماعية محتملة، داعية إلى تعزيز آليات الرقابة على الأسواق.
بين الإصلاح الاقتصادي والضغوط الاجتماعية
تواجه الحكومة المصرية تحدياً ثلاثي الأبعاد: الوفاء بالتزاماتها الدولية، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، وتخفيف الأعباء عن المواطنين. بينما تمثل زيادة أبريل المقبلة محطة حاسمة في مسار الإصلاح، تبقى نجاحات هذه السياسة مرهونة بقدرة الاقتصاد على امتصاص الصدمات مع الحفاظ على زخم النمو.