هزة أرضية ثانية تضرب شمال غرب الجزائر خلال أسبوع
سجلت الجزائر اليوم الاثنين 24 مارس 2025 هزة أرضية جديدة بقوة 3.9 درجات على مقياس ريختر، في ثاني حدث زلزالي تشهده البلاد خلال ستة أيام. وفقاً لبيانات مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، وقعت الهزة على بعد 18 كيلومتراً شمال شرق مدينة بوغالم بولاية مستغانم الساحلية، دون الإبلاغ عن أي خسائر بشرية أو أضرار مادية حتى الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش.
التفاصيل الجيوفيزيائية للهزة
حدد الخبراء الإحداثيات الدقيقة للهزة عند تقاطع خط عرض 36.12 شمالاً وخط طول 0.34 شرقاً، على عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض. وأظهرت البيانات الزلزالية أن الموجات الاهتزازية امتدت لمسافة 120 كيلومتراً، حيث شعر بها السكان في المناطق المجاورة لمستغانم.
السياق الزلزالي الإقليمي
تأتي هذه الهزة بعد 144 ساعة بالضبط من زلزال المدية الذي ضرب المنطقة الوسطى للبلاد الثلاثاء الماضي (18 مارس 2025) بقوة 5.1 درجات. الجدير بالذكر أن كلا الحدثين وقعا ضمن الحزام الزلزالي المتوسطي الذي يشهد نشاطاً تكتونياً مستمراً بسبب اصطدام الصفيحة الأفريقية بالأوراسية.
الاستجابة المحلية والإجراءات الوقائية
فور رصد الهزة، قامت المديرية العامة للحمائية المدنية الجزائرية بتنشيط خلية أزمة على مستوى الولاية، حيث تم:
“إجراء مسح ميداني فوري للمنشآت الحيوية ومحطات الطاقة الرئيسية، مع تعزيز فرق الإنقاذ الجاهزة للتدخل خلال 15 دقيقة”
أكد مدير الحمائية المدنية في تصريح خاص لـ”RT العربية” أن جميع المنشآت الصناعية في المنطقة صُممت وفق معايير مضادة للزلازل تتحمل قوى تصل إلى 6.5 درجات.
ردود الفعل الشعبية والمخاوف
عبر سكان مدينة بوغالم عن قلقهم المتزايد من تكرر الهزات الأرضية، حيث صرح محمد لعروسي (45 عاماً) لمراسل “هنا لبنان”: “هذه المرة الثانية التي نهرب فيها من منازلنا خلال أيام، نحتاج حلولاً جذرية من السلطات”. في المقابل، طمأنت وزارة الداخلية المواطنين بأن الهزات المسجلة تندرج ضمن النشاط الزلزالي الطبيعي غير المقلق.
ذاكرة الزلازل الكبرى
أعاد الحدث إلى الأذهان زلزال بومرداس المدمر عام 2003 الذي بلغت قوته 6.8 درجات، وأسفر عن مقتل 2000 شخص. تشير السجلات الجيولوجية إلى تعرض المنطقة لـ 47 هزة أرضية بقوة تزيد عن 3 درجات خلال العقد الماضي، 90% منها دون تأثيرات ملحوظة
التغطية الإعلامية والتحليلات العلمية
نشر مركز البحث الجيوفيزيائي خريطة تفاعلية تُظهر التوزيع المكاني للهزات الأرضية الأخيرة، مشيراً إلى:
“وجود نشاط زلزالي متزايد بنسبة 18% مقارنة بمتوسط العشر سنوات الماضية، مع تركيز 72% من الأحداث في المناطق الساحلية”
من جهة أخرى، حذر البروفيسور جمال الدين قاسمي من جامعة وهران من “احتمالية تكرار سيناريو 2003 إذا لم تُعزز إجراءات الوقاية”، داعياً إلى تطبيق صارم لمواصفات البناء المقاوم للزلازل.
التداعيات الاقتصادية المحتملة
رغم عدم الإبلاغ عن أضرار مادية مباشرة، لاحظ مراقبون اقتصاديون:
“تراجع مؤشر بورصة الجزائر بنسبة 0.7% خلال ساعات التداول الأولى، مع انخفاض أسهم شركات البناء بنسبة 2.3%”
فيما أعلنت غرفة التجارة والصناعة عن خطة طوارئ لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المناطق المعرضة للزلازل، تشمل قروضاً ميسرة بدون فوائد لمدة ثلاث سنوات.