في خطوة غير مسبوقة، وصل الناشط والصحفي الأمريكي جاكسون هينكل إلى العاصمة اليمنية صنعاء يوم السبت الماضي، مرتدياً الزي اليمني التقليدي وحاملاً الكوفية الفلسطينية، في أول زيارة معلنة له إلى اليمن.
تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة من لقائه المثير للجدل مع بدرية الحوثي في لبنان، وفي ظل توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والحوثيين إثر الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة على صنعاء.
يُعرف هينكل بمواقفه المناهضة للسياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل ودعمه للقضية الفلسطينية، مما يجعل زيارته للقاء قادة جماعة أنصار الله “الحوثيين” محط اهتمام إقليمي ودولي.
تفاصيل زيارة هينكل إلى صنعاء والاستقبال الرسمي
وصل جاكسون هينكل إلى صنعاء يوم 22 مارس 2025، حيث ظهر مرتدياً الزي اليمني التقليدي وحاملاً الكوفية في استقبال حافل نظمته قيادات حوثية.

وتُعد هذه أول زيارة معلنة للصحفي الأمريكي إلى اليمن، بعد أن كان ينشط في تغطية الأحداث من جنوب لبنان خلال الأشهر الماضية.
استقبل هينكل عدد من المسؤولين في حكومة صنعاء، حيث تضمن برنامج زيارته لقاءات مع قيادات من جماعة أنصار الله، وزيارات لمواقع تضررت جراء الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت العاصمةهينك اليمنية في منتصف مارس الجاري.
كما شارك في مؤتمر “فلسطين قضية الأمة المركزية” الذي تنظمه الجماعة، حيث سلط الضوء على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
والتقي هينكل كل من محمد علي الحوثي، محمد البخيتي، والمتحدث العسكري لجماعة الحوثيين يحيى سريع وغيرهم من قادة الجماعة.
حضور هينكل في صنعاء
وصل جاكسون هينكل إلى صنعاء يوم 22 مارس 2025، حيث ظهر مرتدياً الزي اليمني التقليدي وحاملاً الكوفية في استقبال حافل نظمته قيادات حوثية.
وتُعد هذه أول زيارة معلنة للصحفي الأمريكي إلى اليمن، بعد أن كان ينشط في تغطية الأحداث من جنوب لبنان خلال الأشهر الماضية.

استقبل هينكل عدد من المسؤولين في حكومة صنعاء، حيث تضمن برنامج زيارته لقاءات مع قيادات من جماعة أنصار الله، وزيارات لمواقع تضررت جراء الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت العاصمة اليمنية في منتصف مارس الجاري.
كما شارك في مؤتمر “فلسطين قضية الأمة المركزية” الذي تنظمه الجماعة، حيث سلط الضوء على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
خلفية العلاقة بين هينكل والحوثيين
لم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها هينكل في محيط قريب من الحوثيين، فقد سبقت زيارته لقاءٌ مثير للجدل مع بدرية الحوثي، ابنة عم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في لبنان خلال شهر فبراير الماضي.
هذا اللقاء الذي أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد انتشار صور وفيديوهات تجمع الناشطة الحوثية البارزة مع الصحفي الأمريكي.

بدرية الحوثي، التي تشغل منصب ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية اليمنية ومستشارة لوزير الداخلية في حقوق الإنسان، كانت قد سافرت إلى لبنان للمشاركة في تشييع حسن نصر الله، لكن اختفاءها لمدة يومين قبل ظهورها مع هينكل أثار تساؤلات كثيرة حينها حول طبيعة اللقاء وأهدافه.
تصريحات هينكل في صنعاء وردود الفعل
خلال زيارته لصنعاء، ألقى هينكل كلمة في مؤتمر “فلسطين قضية الأمة المركزية”، أكد فيها على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وانتقد بشدة السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. كما أشاد بـ”صمود الشعب اليمني في وجه العدوان” على حد تعبيره، في إشارة إلى الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع في صنعاء.

انقسمت ردود الفعل حول زيارة هينكل بين مؤيد ومعارض، حيث رأى المؤيدون للحوثيين أن الزيارة تؤكد على عدالة قضيتهم وأنها تكسر الحصار المفروض على اليمن، في حين اعتبر معارضو الجماعة أن استقبال صحفي أمريكي يتناقض مع الشعارات المعادية لأمريكا التي تتبناها الجماعة.
الزيارة في ظل التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين
تأتي زيارة هينكل بعد أيام قليلة من تصعيد عسكري أمريكي ضد الحوثيين، حيث أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 15 مارس 2025 بتنفيذ عمل عسكري “حاسم” ضد المتمردين الحوثيين في اليمن
وأسفرت هذه الضربات عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 9 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون.
وكان ترامب قد وقع أمراً بتصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية أجنبية” في وقت سابق من هذا العام، وصرح بأن “نهج إدارة بايدن تجاه الحوثيين كان ضعيفاً بشكل مثير للشفقة، لذلك استمر الحوثيون المتهورون في المضي قدماً”
وفقاً لمصادر أمريكية، استهدفت الضربات الأمريكية في اليمن الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيرات، بهدف “فتح ممرات الشحن الدولية بالبحر الأحمر التي عطلها الحوثيون”.
من هو جاكسون هينكل؟
جاكسون هينكل صحفي وناشط سياسي أمريكي اشتهر بمواقفه المناهضة لإسرائيل والداعمة للقضية الفلسطينية. يُعرف بأسلوبه القوي في انتقاد السياسات الأمريكية والغربية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، وغالباً ما يظهر في برامج حوارية سياسية ينتقد فيها الحكومات الغربية
برز اسم هينكل بشكل خاص منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، حيث انتقل للتغطية الميدانية من جنوب لبنان، وكان يرسل تقارير وفيديوهات تنتقد العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقد ساهمت تغطيته في جذب اهتمام متابعين كثر من المنطقة العربية، خاصة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

في أحدث تصريحاته قبل زيارته لليمن، سخر هينكل من إسرائيل بسبب “حربها المستمرة منذ أكثر من 400 يوم ضد غزة”، معتبراً أنها “فشلت في تحقيق أهدافها رغم قوتها العسكرية”.
كما أشاد بالشعب اليمني واصفاً إياه بأنه “يتميز بالتقوى والخوف من الله، ويمتلك ضميراً حياً والتزاماً قوياً بالمبادئ الأخلاقية”، على عكس ما وصفه بـ”قادة دول في المنطقة سمحوا لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل باستخدام أجوائهم لاستهداف اليمن”.
تحليل أبعاد الزيارة وتداعياتها المحتملة
تثير زيارة هينكل لصنعاء ولقاؤه بقادة جماعة الحوثيين تساؤلات حول توقيتها وأهدافها، خاصة في ظل التصعيد الأمريكي الأخير ضد الجماعة. فمن جهة، يمكن اعتبار الزيارة محاولة من الجماعة لكسر عزلتها الدولية وإيصال صوتها عبر ناشط أمريكي معروف بمواقفه المناهضة لسياسات بلاده في المنطقة.

ومن جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن هذه الزيارة قد تحمل دلالات سياسية أعمق، خاصة أن “جماعة الحوثيين تتعامل مع الغرب في قنوات خلفية رغم شعاراتها المعادية لأمريكا”.
فظهور قيادات حوثية مع ناشط أمريكي يجعل البعض يتساءل عن “ازدواجية الخطاب، وما إذا كان هناك ما هو مخفي أكثر مما هو معلن”.
في المقابل، يشير آخرون إلى أن اللقاء لا يعدو كونه تواصلاً مع شخصية إعلامية مستقلة لا تمثل الموقف الرسمي الأمريكي، خاصة أن هينكل معروف بانتقاده الشديد لسياسات بلاده في المنطقة.