بقلم: رجب آمين ليمي
في ظل الأوضاع السياسية والعسكرية المتقلبة في جنوب السودان، تتكشف حقائق جديدة حول أولويات القيادة السياسية ومدى التزامها بحفظ الأمن والاستقرار. إن سماح وزارة الدفاع للطيران الأوغندي بشن ضربات على أطراف العاصمة جوبا، بذريعة تحركات جيش قوات الحركة الشعبية في المعارضة، يعكس أزمة عميقة في إدارة الدولة ومسؤولية الحكومة تجاه شعبها.
غياب المسؤولية الوطنية
إن الاستعانة بقوة أجنبية لقمع معارضة داخلية يعكس فقدانًا واضحًا للسيادة الوطنية، ويدل على أن السلطة الحالية لا تولي اهتمامًا لمصالح المواطنين بقدر اهتمامها بالحفاظ على نفوذها السياسي. هذه الخطوة تُظهر أن الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي طالما قدمت نفسها كممثلة لتطلعات الشعب الجنوبي، قد تخلّت عن التزامها بحماية الوطن والمواطنين لصالح أجندات ضيقة.
إن غياب الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، في ظل استمرار الصراعات المسلحة والتدخلات الخارجية، يؤكد أن القيادة الحالية فشلت في تحقيق التنمية والاستقرار. فبدلًا من العمل على معالجة القضايا السياسية والاقتصادية من خلال الحوار والإصلاح، تلجأ الحكومة إلى العنف كحل وحيد، ما يهدد بمزيد من التهجير والمعاناة للمدنيين الأبرياء.
رسالة إلى شعب جنوب السودان
على شعب جنوب السودان أن يدرك جيدًا أن استقرار الوطن لا يمكن أن يكون رهينة لطموحات السلطة. يجب أن يكون الصوت الشعبي حاضرًا في مواجهة هذه السياسات التي تهدد مستقبل البلاد. الصمت على هذه الممارسات يعني القبول بالواقع المفروض، حيث تصبح حياة المواطنين مجرد أداة لتحقيق أهداف سياسية ضيقة.
إن مستقبل جنوب السودان لا يمكن أن يبنى على أساس التدخلات العسكرية الخارجية أو قمع المعارضين بالقوة، بل عبر إصلاح سياسي شامل يحترم تطلعات المواطنين ويضمن لهم حياة كريمة. الحل يكمن في وعي الشعب بحقوقه ومحاسبة من يضع السلطة فوق مصلحة الوطن. فهل سيبقى الجنوب رهينة لصراعات السلطة أم سيصحو الشعب لإنقاذ مستقبله؟