ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في إيران
شهدت أسعار العملات الأجنبية في إيران ارتفاعا مفاجئا، حيث سجل الدولار الأمريكي قفزة غير مسبوقة في قيمته مقارنة باليوم الأخير من العام الإيراني 1403 “20 مارس 2025″، ليتجاوز حاجز المائة ألف تومان ويصل إلى 103,500 تومان يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، محققا بذلك رقما قياسيا جديدا في تدهور قيمة الريال الإيراني.
هذه الزيادة تعكس تراجعا ملحوظا في قيمة العملة المحلية، وسط تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة.
تدهور الريال الإيراني
منذ تولي مسعود بزشكيان السلطة في أغسطس/آب 2024، شهد الريال الإيراني انخفاضا حادا في قيمته. ففي أواخر أغسطس/آب 2024، كان سعر الدولار الأمريكي يعادل حوالي 58 ألف تومان، بينما تجاوز في الشهر الجاري حاجز 103 ألف تومان، ما يشير إلى تدهور كبير في العملة المحلية بنسبة تفوق 50%.
كما شهدت العملات الأجنبية الأخرى زيادة ملحوظة، حيث بلغ سعر اليورو نحو 119 ألف تومان، بينما وصل الجنيه الإسترليني إلى 134 ألف تومان. وفي المقابل، لم تشهد أسعار العملات الذهبية تغيرات كبيرة وظلت في نطاق 97 مليون تومان.
تأثير التوترات السياسية على الاقتصاد
الارتفاع المفاجئ في أسعار العملات الأجنبية يأتي في وقت حساس بالنسبة لإيران، حيث تتزايد التكهنات حول إمكانية إجراء مفاوضات جديدة بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. ومع أن الطرفين يعكفان على التواصل غير المباشر عبر قنوات مختلفة، فإن هناك حالة من التشاؤم حول احتمالية استئناف المفاوضات وتخفيف العقوبات.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أرسلت رسالة إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي، تتضمن وفقا لتقارير طهران “فرصا وتهديدات”. هذا التصعيد في الخطاب السياسي قد يكون له تأثير مباشر على الأسواق الإيرانية، حيث يحتمل أن يكون رفع أسعار الدولار في السوق الحرة مؤشرا على القلق من استمرار العقوبات وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني.
تأثير التضخم والمضاربة على الاقتصاد المحلي
من جانب آخر، استمر التضخم في إيران في معدلات مرتفعة، حيث تجاوزت النسب حاجز 40% في السنوات الأخيرة. هذا التضخم المفرط دفع العديد من المواطنين الإيرانيين إلى تحويل مدخراتهم إلى العملات الأجنبية مثل الدولار أو الذهب، في محاولة للحفاظ على قيمة أموالهم وسط التقلبات الاقتصادية المستمرة.
هذه الظاهرة تساهم أيضا في تدهور قيمة الريال، حيث يؤثر نقص الطلب على العملة المحلية في تعزيز ارتفاع أسعار العملات الأجنبية. كما أن بعض المستثمرين والمواطنين يفضلون الحفاظ على أموالهم في أشكال أكثر استقرارا، مثل الدولار، ما يزيد من الطلب على هذه العملات ويضغط على الريال.