كشف الحرس الثوري الإيراني عن مدينة صاروخية جديدة تابعة للقوات الجوفضائية، والتي تضم مئات الصواريخ الباليستية من أنواع مختلفة، في خطوة تعكس تعزيز قدرات إيران الدفاعية وتطوير ترسانتها الصاروخية. وتشمل هذه المدينة صواريخ متنوعة من نوع “فاتح خيبر” و”حاج قاسم” و”عماد” و”سجيل” و”قدرH” و”كروز باوه”.
القدرات العسكرية للمدينة الصاروخية الجديدة
أفادت وكالة مهر للأنباء أن المدينة الصاروخية الجديدة هي واحدة من “مئات المدن الصاروخية” التي تمتلكها القوات المسلحة الإيرانية. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الإعلانات المماثلة خلال الأشهر الأخيرة، حيث كشفت إيران في فبراير الماضي عن مدينة صاروخية أخرى مخصصة لصواريخ كروز المضادة للمدمرات.
وتشمل هذه المنشآت العسكرية صواريخ كروز بمدى يتراوح بين 100 إلى 1000 كيلومتر، بالإضافة إلى صاروخ كروز البحري “قدر 380” الذي يصل مداه إلى ألف كيلومتر ويتمتع بقدرات توجيه ذكية وتقنيات مضادة للتشويش الإلكتروني
واعتمدت إيران استراتيجية بناء مدن صاروخية محصنة تحت الأرض بهدف حماية ترسانتها الصاروخية من أي هجمات محتملة وتعزيز قدراتها الردعية. وقد أشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى أن الحرس الثوري لم يكشف سوى عن “جزء صغير من مدنه الصاروخية تحت الأرض وفوقها.
وتمتاز هذه المنشآت العسكرية المتطورة بأنها محصنة وتوفر حماية كبيرة للصواريخ والمعدات العسكرية من أي هجمات محتملة. ففي 19 يناير الماضي، كشفت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري عن أجزاء من قاعدتها الاستراتيجية الواقعة على عمق كبير تحت الأرض
القيادة العسكرية للمنشآت الصاروخية
قام اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، بتفقد المدينة الصاروخية وأشاد بالجاهزية القتالية للوحدات الصاروخية. وأكد سلامي أن هذه الصواريخ “جاهزة للعمل في أقصر وقت ممكن، مع تحديثات كبيرة لنظام الأسلحة، إضافة إلى تقنيات الحرب الإلكترونية”.
التوزيع الجغرافي للمنشآت الصاروخية الإيرانية
لا تقتصر استراتيجية إيران على بناء مدن صاروخية في منطقة واحدة، بل تمتد هذه المنشآت على مساحات جغرافية واسعة. فقد أعلن الحرس الثوري مؤخرا عن نشر أنظمة صاروخية جديدة في ثلاث جزر إستراتيجية بالخليج هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، قرب مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي حيوي.
وأكد اللواء علي رضا تنكسيري، قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، أن لدى إيران “تكتيك يقضي بتسليح” مجموعة الجزر، مشيرا إلى أن الأنظمة الجديدة “تستطيع تدمير أي هدف على مسافة 600 كيلومتر بالكامل”.
تطور الصناعات العسكرية الإيرانية
تظهر المدن الصاروخية التي كشف عنها الحرس الثوري مؤشرا على تطور الصناعات العسكرية الإيرانية، خاصة في مجال تصنيع الصواريخ. فقد أشارت التقارير إلى أن إيران تمكنت من تصنيع صاروخ كروز بحري جديد محلي الصنع مضاد للبوارج والسفن البحرية يبلغ مداه أكثر من ألف كيلومتر.
وتتميز هذه الصواريخ بأنها تتمتع بنظام توجيه ذاتي حتى إصابة هدفها وتنفيذ العمليات في أقل من 5 دقائق، ويتم إطلاقها من سطح الأرض نحو أهدافها داخل المياه والبحار.
هذه الصواريخ جاهزة للعمل في أقصر وقت ممكن، مع تحديثات كبيرة لنظام الأسلحة، إضافة إلى تقنيات الحرب الإلكترونية” – اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني
يأتي الكشف عن هذه المدن الصاروخية في سياق سياسي ودبلوماسي حساس. فخلال الأسابيع الماضية، كثفت إيران من إعلانها المتكرر عن “مدن صاروخية” تحت الأرض، بالتزامن مع نشاط دبلوماسي يهدف إلى إحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي.
وقد وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة الرئيس الأمريكي بأنها “أقرب إلى تهديد” وتزعم توفير “فرص”، مشيرا إلى أن طهران سترد عليها “خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، قال المرشد الأعلى الإيراني إن الأمريكيين “لن يصلوا إلى نتيجة أبدا بتهديدهم” إيران، وحذر من أنه “إذا فعلوا أي شيء خبيث ضد الأمة الإيرانية فسوف يتلقون صفعة قاسية”.
وقد أكد رئيس الأركان في الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، استعداد إيران للرد على أي تهديد، وقال إن بلاده “بصفتها قوة إقليمية، تلعب الدور الأساسي والفاعل في المنطقة، ويمكن أن يكون له تأثير على كل التطورات في المنطقة”.