اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات دفاع شعب جنوب السودان (SSPDF) وقوات الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة (SPLA-IO) التابعة للنائب الأول لرئيس الجمهورية، ريك مشار، في معسكر وونليت غرب جوبا. ووفقًا لمصادر ميدانية، تعرض المعسكر، الواقع في ضواحي مقاطعة تيريكيكا، لقصف عنيف مساء الاثنين، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين الطرفين.
اتهامات متبادلة وتحذيرات من تصعيد خطير
اتهم العقيد لام بول غابرييل، المتحدث باسم (SPLA-IO)، الجيش الحكومي بتنفيذ قصف عشوائي على موقع تجميع قوات المعارضة، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لاتفاق السلام المُنشط (R-ARCSS). وقال في بيان رسمي: “في تمام الساعة 19:00، قامت قوات (SSPDF) بقصف معسكر وونليت بشكل عشوائي، في خطوة استفزازية تهدد الاستقرار وتخرق اتفاق السلام.” ودعا إلى تدخل دولي عاجل لمنع مزيد من التصعيد.
في المقابل، رفض اللواء لول رواي كوانغ، المتحدث باسم (SSPDF)، التعليق فور وقوع الاشتباكات، مشيرًا إلى تأخر الوقت، لكنه أكد في وقت سابق أن القوات الحكومية كانت تراقب تحركات غير اعتيادية لقوات (SPLA-IO) بالقرب من جوبا. وأضاف: “خلال الأيام الثلاثة الماضية، رصدنا تحركات عسكرية مريبة لقوات المعارضة بقيادة الجنرال بنجامين قوري، والتي اقتربت من مواقعنا في نيوموني، قرب وونليت.” وأوضح أن قوات (SSPDF) انسحبت بأوامر من قيادة الجيش لتجنب تفاقم الأوضاع.
قلق دولي ومخاوف من اندلاع نزاع شامل
تأتي هذه التطورات في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن جنوب السودان “على شفا أزمة أمنية جديدة”، وسط تصاعد العنف السياسي والاشتباكات المسلحة في عدة مناطق. ومع استمرار التوترات بين الفصائل المختلفة، يخشى المراقبون أن تؤدي هذه المواجهات إلى انهيار اتفاق السلام المُنشط، مما قد يعيد البلاد إلى دوامة الصراع المسلح.
تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار الأحداث، فيما تترقب الأوساط المحلية والدولية ردود الفعل الرسمية ومساعي الوساطة لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم بشكل يصعب السيطرة عليه.
رسالة ريك مشار بشأن التدخل العسكري الأوغندي
وجه النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، ريك مشار تينج-ضورغون، خطابًا رسميًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومفوض مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بانكولي أديواي، ورئيس قمة الإيقاد إسماعيل عمر جيله، دعا فيه إلى التدخل العاجل لوقف التدخل العسكري الأوغندي في جنوب السودان.
أوضح مشار أن القوات الأوغندية دخلت جنوب السودان بشكل غير قانوني، مدعومة بوحدات مدرعة وجوية، في انتهاك صارخ لاتفاق السلام المنشط (R-ARCSS) واتفاق وقف الأعمال العدائية (COHA)، مشيرًا إلى أن هذه العمليات العسكرية شملت غارات جوية على مناطق ناصر، لونقيشوك، وأولانق في ولاية أعالي النيل، وأكوبو في ولاية جونقلي.
أكد مشار في رسالته أن وجود القوات الأوغندية يعرض اتفاق السلام المنشط للخطر، ويهدد عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد، داعيًا إلى سحب جميع القوات الأجنبية وفقًا للالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقيات الإقليمية والدولية.
أشار د. مشار إلى أن اتفاق وضع القوات بين جنوب السودان وأوغندا، الموقع في 2014، لم يعد ساريًا في ظل الحكومة الانتقالية الجديدة، مما يجعل أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي، مشددًا على أن بلاده لا تستطيع تحمل المزيد من العنف بعد سنوات من الصراع، وأن الحل الوحيد يجب أن يكون عبر الالتزام الكامل بالاتفاقيات الموقعة.
ختم النائب الأول لرئيس جنوب السودان برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي والإقليمي، مؤكدًا أن جنوب السودان يظل ملتزمًا بالسلام، ولكنه يطالب بسحب القوات الأوغندية فورًا لتفادي أي تصعيد قد يقوض الأمن والاستقرار في البلاد.