البيت الأبيض يعلن اتفاقاً مع روسيا حول أمن الملاحة البحرية واستئناف صادرات الحبوب
أعلن البيت الأبيض اليوم الثلاثاء التوصل إلى اتفاقين منفصلين مع روسيا وأوكرانيا لضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وذلك بعد محادثات ماراثونية استمرت 12 ساعة في العاصمة السعودية الرياض. وجاء البيان المشترك الذي وُزع بالتنسيق بين موسكو وواشنطن ليؤكد التزام الطرفين بوقف استهداف منشآت الطاقة وتسهيل عودة الصادرات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية.
محاور الاتفاق التاريخي بين واشنطن وموسكو
تضمن البيان الرئاسي المشترك ثلاثة محاور رئيسية: أولها ضمان حرية الملاحة التجارية في البحر الأسود عبر إعادة تفعيل مبادرة الحبوب المنتهية الصلاحية، مع إدخال تعديلات تمنع استخدام الممرات المائية لأغراض عسكرية. وثانيها التوقف المتبادل عن استهداف البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً قابلة للتجديد، تنفيذاً للاتفاق الهاتفي بين الرئيسين بوتين وترامب في 18 مارس الماضي. بينما تمثل المحور الثالث في تسهيل وصول الصادرات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية، عبر إعفاءها من العقوبات الغربية بشكل مؤقت.
آلية تنفيذ اتفاقية أمن الملاحة
وفقاً للتفاصيل الفنية التي كشفها مصدر دبلوماسي أمريكي، ستقوم السفن الحربية التركية بمرافقة القوافل التجارية من الموانئ الأوكرانية والروسية، مع إنشاء غرفة عمليات مشتركة في إسطنبول لمراقبة الالتزام بالاتفاق. كما تضمنت الاتفاقية بنداً سرياً يلزم كييف بعدم استخدام الممرات البحرية لنقل الأسلحة، مقابل تعهد روسي بعدم عرقلة حركة السفن التجارية.
ردود الفعل الدولية على الاتفاق
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق بأنه “خطوة أولى نحو إنهاء الحرب المروعة”، مشيراً إلى أن واشنطن ستواصل الوساطة لإقناع الأطراف بتمديد الهدنة إلى مناطق أخرى من جانبه، أكد الكرملين عبر المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف أن الاتفاق “لا يشكل نهاية للعملية العسكرية الخاصة”، لكنه يمثل أساساً لإطلاق مفاوضات سلام شاملة
تحفظات روسية وشروط تنفيذية
كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن شروط موسكو لتنفيذ الاتفاق، قائلاً: “لا يمكن الوثوق بوعود كييف دون ضمانات أمريكية ملزمة”.وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن بلاده طالبت بتوثيق الاتفاقية عبر قرار لمجلس الأمن الدولي، مع فرض عقوبات فورية في حال انتهاك أي طرف للبنود المتفق عليها
تداعيات اقتصادية متوقعة
من المتوقع أن يساهم الاتفاق في تخفيف الأزمة الغذائية العالمية عبر عودة الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة إلى الأسواق، حيث تشير تقديرات منظمة الأغذية العالمية إلى إمكانية ضخ 25 مليون طن إضافية من القمح خلال الربع الثاني من 2025. كما قد يؤدي وقف الهجمات على منشآت الطاقة إلى استقرار أسواق النفط العالمية، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3% مباشرة بعد الإعلان عن الاتفاق.
آفاق التسوية السياسية المقبلة
أشارت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن المحادثات الثنائية في الرياض شملت مسودة مقترحة لوقف إطلاق النار تدريجياً، تبدأ بمناطق محددة ثم تمتد إلى كامل الأراضي الأوكرانية لكن الخبراء يحذرون من عقبات جمة، لعل أبرزها الخلاف حول مستقبل المناطق المتنازع عليها شرقي أوكرانيا، ورفض موسكو القاطع لأي شروط تتضمن انسحاباً عسكرياً غير مشروط
الدور السعودي في الوساطة
برزت العاصمة السعودية الرياض كمسرح رئيسي للمفاوضات السرية، حيث أكد محللون سياسيون أن الموقع الجغرافي المحايد والدور الريادي للمملكة في أسواق الطاقة شكل عاملاً حاسماً في إقناع الأطراف بالتوصل إلى اتفا ومن المقرر أن تستضيف الرياض الجولة القادمة من المفاوضات متعددة الأطراف نهاية أبريل المقبل
Tags: أخبار عاجلهأوكرانياالبحر الأسودالرياضالملاحة في البحر الأسودالمنشر _الاخبارىالولايات المتحدةروسياصادرات الحبوب