أثار الصراع المستمر في فلسطين، وخاصة بعد معركة “طوفان الأقصى”، نقاشًا واسعًا حول دور حركة حماس، سواء على المستوى السياسي أو العسكري.
في ظل هذا الجدل، برزت عدة اتجاهات في الرأي العام الفلسطيني، فمنهم من يدعم الحركة باعتبارها رأس الحربة في مقاومة الاحتلال، ومنهم من يوجه إليها انتقادات داخلية تتعلق بإدارتها للقطاع.
لكن في المقابل، هناك حملات إعلامية إسرائيلية تحاول استغلال هذه الخلافات لصالحها، عبر الترويج لشعارات تستهدف الحركة بشكل مباشر، مثل “حماس برا برا”.
النقد الداخلي لحماس
تعرضت حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة عام 2007 إلى انتقادات داخلية من بعض الفلسطينيين، الذين يرون أن قراراتها السياسية والإدارية لم تكن دائمًا في صالح الشعب الفلسطيني.
وتتفاوت هذه الانتقادات بين قضايا تتعلق بإدارة الحكم في غزة، وأخرى مرتبطة بطريقة تعاملها مع القضايا الإقليمية والدولية.
ومع ذلك، يظل العديد من الفلسطينيين يفرقون بين النقد الموجه للحركة كمؤسسة سياسية، وبين تبني خطاب يستهدف مشروعها المقاوم.
محاولات الاحتلال لاستغلال الخلافات الفلسطينية
في خضم هذا الجدل، سعت إسرائيل إلى استغلال الخلافات الفلسطينية الداخلية لتعزيز الانقسام، مستعينة بوسائل الإعلام والشخصيات الدعائية المؤيدة لها.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو إيدي كوهين، وهو إعلامي إسرائيلي معروف بمواقفه الاستفزازية تجاه القضايا العربية والفلسطينية.
وقد عمل على الترويج لشعار “حماس برا برا”، في محاولة لتحويل النقد الداخلي إلى حملة تشويه شاملة ضد الحركة، بما يخدم مصالح الاحتلال.
الموقف الوطني الرافض للدعاية الصهيونية
على الرغم من وجود خلافات داخلية، فإن كثيرًا من الفلسطينيين يرفضون الانجرار وراء الحملات الإعلامية الإسرائيلية. وفي هذا السياق، يقول الكاتب الفلسطيني د. فايز أبو شمالة:
“أنا لست من حركة حماس، وتعرضت للقهر والظلم من قرارات بعض مسؤوليها، قبل الحرب وبعد الحرب، وقد نشرتها عبر محطات التواصل قبل أيام، وقبل معركة طوفان الأقصى. وأنا لا أدافع عن حركة حماس، لا والله، أنا أدافع عن فلسطين، عن وطني، عن مستقبل الأجيال”.
مضيفا:”لذلك أقول لمن يردد خلف الصهيوني إيدي كوهين، ويهتف: حماس برا برا، أقول لهؤلاء: لقد قرر قادة حماس أن يرتقوا شهداء، وأن يضمهم تراب فلسطين، قائد إثر قائد، حتى يستحيل خروجهم برا برا. ونحن نردد من خلفهم بلغة عربية فلسطينية: الصهاينة برا برا، وأذناب الصهاينة برا برا.”
ويري مراقبون أن النقاش حول حماس جزءًا من المشهد السياسي الفلسطيني، لكنه في النهاية لا يجب أن يتحول إلى أداة تخدم الاحتلال. فبينما يحق لأي فلسطيني أن ينتقد الفصائل الفلسطينية وسياساتها، يبقى التمييز ضروريًا بين النقد المشروع، وبين الترويج لدعاية تستهدف القضية الفلسطينية ككل.