الكونجرس الأمريكي يبدأ في استجواب المتورطين بفضيحة “سيغنال”
بدأ الكونجرس الأمريكي جلسات استماع مع كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية في أعقاب فضيحة أمنية خطيرة تتعلق بتسريب خطط عسكرية حساسة عبر تطبيق المراسلة المشفر “سيغنال”، حيث تم إضافة صحفي بالخطأ إلى محادثة جماعية تناقش عمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
تفاصيل الفضيحة الأمنية
كشفت تقارير إخبارية أن جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، أعلن أنه تمت إضافته بطريق الخطأ إلى محادثة جماعية على تطبيق “سيغنال” تضم 18 مسؤولاً رفيع المستوى في إدارة ترامب، كانوا يناقشون خططاً عسكرية حساسة لقصف أهداف حوثية في اليمن في وقت سابق من هذا الشهر.
وأكد مجلس الأمن القومي الأمريكي صحة سلسلة الرسائل التي تم تداولها، مشيراً إلى أنه “يجري مراجعة كيفية إضافة رقم بطريق الخطأ إلى المحادثة”، بينما نفى الرئيس ترامب علمه بالحادث عندما سُئل عن الأمر يوم الاثنين.
جلسات استماع في الكونجرس
عُقدت جلسة استماع في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، وتبعتها جلسة أخرى مقررة في مجلس النواب يوم الأربعاء. وشارك في هذه الجلسات كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، بمن فيهم:
- جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية
- تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية
- كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي
- جيفري كروز، مدير وكالة استخبارات الدفاع
- تيموثي هوغ، رئيس وكالة الأمن القومي وخدمة الأمن المركزي
خلال جلسة الاستماع، صرّح راتكليف قائلاً: “اتصالاتي في مجموعة رسائل سيغنال كانت قانونية تماماً ولم تتضمن معلومات سرية”، بينما امتنعت غابارد عن تأكيد مشاركتها في المحادثة لكنها أشارت إلى أنها لم تكشف عن معلومات سرية خارج القنوات المناسبة.
مطالبات بالتحقيق والمساءلة
أعلن السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أنه سيتم إجراء تحقيق في استخدام كبار مسؤولي إدارة ترامب لمنصة المراسلة التجارية “سيغنال” للمناقشات الاستخباراتية الحساسة.
وقال ريش: “هذا وضع سيتم التحقيق فيه بوضوح؛ وسنكشف عن مزيد من التفاصيل مع تطور الموقف”، مضيفاً: “من منظور وزارة الخارجية، يمكنني أن أضمن أن لا أحد كان على علم بحدوث التسريبات”.
وطالب السيناتور مارك وارنر، كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، المسؤولين بالكشف عن محتوى المحادثة الجماعية قائلاً: “إذا لم تكن هناك مواد سرية، قدموها إلى اللجنة. لا يمكنكم الحصول عليها بكلتا الطريقتين. هذه الأدوار حاسمة. الأمر يتعلق بأمننا القومي”.
ردود فعل غاضبة من الكونجرس
انفجر أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين غضباً بعد الكشف عن الحادث.
قال النائب كريس ديلوزيو (ديمقراطي من بنسلفانيا)، عضو لجنة القوات المسلحة: “هذا خرق أمني فظيع ويجب أن تتدحرج الرؤوس”، مضيفاً: “نحتاج إلى تحقيق كامل وجلسة استماع حول هذا الأمر في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في أسرع وقت ممكن”.
وأضافت النائبة سارة جاكوبز (ديمقراطية من كاليفورنيا): “لا يمكننا اعتبار هذا مجرد خطأ بسيط – يجب فصل الأشخاص بسبب ذلك”.
كما غرّد النائب إريك سوالويل (ديمقراطي من كاليفورنيا): “يجب على الجميع في مجموعة رسائل خطط الحرب العامة أن يفقدوا تصاريح أمنهم فوراً ويتم طردهم. غباؤهم وضع هدفاً ضخماً على أمريكا. نحن لسنا في أمان”.
رغم أن العديد من المشرعين الجمهوريين قللوا من شأن الحادث، إلا أن بعضهم انتقد الأمر علناً. فقد قال النائب دون بيكون (جمهوري من نبراسكا) لشبكة CNN إنه يعتقد أنه يجب أن تكون هناك مساءلة عما وصفه بـ “انتهاك أمني”، مضيفاً: “يجب أن يعرف الجميع أنه لا ينبغي وضع خطط حرب سرية للغاية على هاتف غير مصنف”.