تراجع حضور يوم القدس في الدول العربية: تحليل لأسباب الغياب الرسمي والشعبي
يشهد “يوم القدس العالمي”، الذي أعلنه الإمام الخميني ليوافق آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، تراجعاً ملحوظاً في حضوره داخل معظم الدول العربية، رغم استمرار فعالياته في دول أخرى. وقد حدد قادة محور المقاومة موعداً للتحدث في فعاليات هذا العام في 26 مارس آذار 2025.
أسباب تراجع الاحتفال بيوم القدس في الدول العربية
تشير المصادر إلى وجود ضغوط سياسية كبيرة تمارس على معظم الدول العربية تمنعها من إحياء هذه المناسبة. فقد ذكر حسن نصر الله في خطاب سابق أن “كل بلد عربي اليوم يقع تحت ضغط وسياط المحور الأمريكي الإسرائيلي السعودي؛ ممنوع أن يتنفس فيه أحد”. وأضاف أنه “ممنوع أن يتظاهر أو يقيم احتفالاً أو ندوة أو تجمعاً” له علاقة بالقدس وفلسطين.
التحولات في المواقف السياسية الرسمية
يتم في بعض الدول العربية تصوير يوم القدس على أنه “يوم إيراني” لارتباطه بإعلان الإمام الخميني، مما يجعله عرضة للتصنيف ضمن سياق الصراعات الإقليمية والانقسامات المذهبية، وهو ما يؤثر على مدى قبوله شعبياً ورسمياً في بعض الدول.
المخاوف الأمنية والقانونية
في بعض الدول العربية، قد يواجه من يحاول إحياء هذه المناسبة تبعات أمنية وقانونية. فقد أشارت المصادر إلى أنه “اذا قام بها أحد في السعودية يعتقل ويتهم بالتخابر مع إيران ومع حماس ومع الجهاد ومع حزب الله ويُدرج على لائحة الإرهاب”.
النموذج اليمني
رغم تراجع الاحتفال بيوم القدس في معظم الدول العربية، تظهر اليمن كاستثناء بارز، حيث تشهد مدن مثل صنعاء وصعدة والحديدة مظاهرات واسعة إحياءً لهذه المناسبة، بالرغم من “الجوع والمرض والحصار والقصف والعدوان واحتمال القتل”.
توجهات بديلة
في المقابل، تتجه بعض الدول العربية إلى التعامل مع القضية الفلسطينية من خلال قنوات رسمية بدلاً من الاحتفالات الشعبية بيوم القدس، كما يظهر في القمة العربية الاستثنائية التي عُقدت في مارس 2025 في القاهرة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية وصياغة موقف عربي موحد.
يعكس تراجع الاحتفال بيوم القدس في الدول العربية التحولات السياسية والإقليمية المعقدة التي تشهدها المنطقة، حيث تتشابك الاعتبارات السياسية والأمنية والإقليمية في تشكيل موقف الدول من هذه المناسبة. ورغم هذا التراجع، تستمر بعض المناطق في إحياء هذا اليوم، فيما تفضل دول أخرى التعامل مع القضية الفلسطينية من خلال المسارات الدبلوماسية والرسمية.
تتزامن فعاليات “منبر القدس” لهذا العام مع الأربعاء 26 آذار 2025، حيث من المقرر أن يلقي قادة محور المقاومة خطابات موجهة إلى الأمة الإسلامية وأهل غزة وشعوب العالم، في وقت تشهد فيه معظم الدول العربية غياباً رسمياً عن هذه المناسبة.