العقوبات الأمريكية على الكيانات الأجنبية
في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي الأمريكي، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية 80 كيانًا من دول متعددة في قائمة العقوبات، وذلك بسبب أنشطتها التي تتعارض مع السياسة الخارجية والتهديدات المحتملة للأمن القومي للولايات المتحدة. من بين هذه الكيانات، وردت أسماء لدول مثل إيران، الصين، الإمارات العربية المتحدة، تايوان، وجنوب أفريقيا.
أهداف العقوبات
أعلنت إدارة الصناعة والأمن بوزارة التجارة الأمريكية أن هذه العقوبات تهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من أبرزها:
- إضعاف جهود إيران في الحصول على الطائرات المسيّرة والمعدات الدفاعية ذات الصلة، ما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والعالمي.
- منع تطوير الأنشطة النووية غير الخاضعة للرقابة وبرنامج الصواريخ البالستية الإيراني، اللذين يشكلان تهديدًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
- إضعاف قدرة الصين على الوصول إلى تقنيات الحوسبة المتقدمة وتطوير تكنولوجيا الكم لأغراض عسكرية، مع التركيز على منع التقدم في برنامج الأسلحة الأسرع من الصوت.
العقوبات على إيران والصين
ضمن الكيانات الـ80 التي شملتها العقوبات، هناك كيانات إيرانية وصينية تم تحديدها بسبب محاولاتها الحصول على معدات أمريكية تستخدم في الصناعات الدفاعية وبرامج الطائرات المسيّرة الإيرانية. وقد كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت، في فبراير 2025، عقوبات على ستة كيانات مقرها في هونغ كونغ والصين بسبب تورطها في إرسال مكونات أساسية للطائرات المسيّرة إلى إيران.
تصريحات المسؤولين الأمريكيين
في معرض تعليقه على هذه العقوبات، أكد هاوارد لوتنيك، وزير التجارة الأمريكي، أن هذه الإجراءات تأتي ضمن الجهود الرامية إلى حماية الولايات المتحدة من تهديدات محتملة. وأضاف لوتنيك أن الوزارة لن تسمح لأعداء الولايات المتحدة باستخدام التقنيات الأمريكية لتعزيز قدراتهم العسكرية.
كما شدد جيفري كيسلر، نائب وزير التجارة الأمريكي لشؤون الصناعة والأمن، على ضرورة أن تظل التكنولوجيا الأمريكية بعيدة عن أي استخدام ضد الشعب الأمريكي، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب ستظل حازمة في حماية الأمن القومي الأمريكي.
الضغط على إيران
في الأسابيع الأخيرة، كثّفت واشنطن من عقوباتها ضد النظام الإيراني، حيث أُعيد العمل بسياسة “الضغط الأقصى” التي تهدف إلى تقليص صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، بهدف إجبار إيران على التراجع عن برنامجها النووي. وفي هذا السياق، أكد مايك والتز، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، أن إدارة ترامب تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
يُظهر التصعيد الأخير في العقوبات الأمريكية ضد إيران والصين وغيرها من الكيانات الدولية التزام واشنطن بحماية أمنها القومي من أي تهديدات محتملة. كما يعكس هذه العقوبات استراتيجية أمريكية موسعة تهدف إلى عرقلة تطور التكنولوجيا العسكرية في دول تعتبرها الولايات المتحدة خصومًا في الساحة الدولية.