الجيش الإسرائيلي يستهدف أحمد عدنان بجيجة قائد كتيبة في قوة الرضوان التابعة لحزب الله
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، 27 مارس 2025، عن استهداف أحمد عدنان بجيجة، قائد كتيبة في قوة الرضوان التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، في إطار العمليات العسكرية المستمرة ضد البنية القيادية للحزب. يأتي هذا الاستهداف ضمن سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة على مواقع تابعة لحزب الله خلال الأسابيع الأخيرة.
تفاصيل العملية وخلفية الاستهداف
تأتي عملية استهداف بجيجة بعد سلسلة عمليات مكثفة نفذها الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية ضد قيادات قوة الرضوان، حيث تمكنت القوات الإسرائيلية من تصفية العديد من قادة هذه القوة النخبوية التابعة لحزب الله. وتعتبر قوة الرضوان من أهم الأذرع العسكرية للحزب وتضطلع بمهام قتالية متقدمة ضد إسرائيل.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد خسرت قوة الرضوان خلال الفترة الماضية 31 قائداً بارزاً، بالإضافة إلى مئات العناصر، فضلاً عن تدمير جزء كبير من بنيتها العسكرية. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن القوة تحاول حالياً إعادة بناء قدراتها، لكنها لا تزال قادرة فقط على تنفيذ عمليات محدودة وليس عمليات واسعة النطاق ضد إسرائيل.
خسائر قوة الرضوان في الحرب الأخيرة
كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن قوة الرضوان كانت تعمل في ستة قطاعات رئيسية في جنوب لبنان، موزعة على القطاع الشرقي (الخيام وشبعا-جبل الشيخ)، والقطاع الأوسط (حاجر وبنت جبيل)، والقطاع الغربي (قانا والساحل). وقد نجحت العمليات الإسرائيلية في تصفية قادة هذه القطاعات الستة جميعها، وكذلك بعض من تم تعيينهم بدلاً منهم.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد تمكن في الثالث من مارس الحالي من اغتيال خضر سيد هاشم، قائد القوات البحرية في قوة الرضوان، والذي قال الجيش الإسرائيلي إنه لعب دوراً مهماً في تهريب الأسلحة لحزب الله عبر البحر والتخطيط لهجمات بحرية ضد إسرائيل.
استهدافات متتالية لقادة حزب الله
جاء استهداف بجيجة امتداداً لسلسلة عمليات استهدفت قيادات حزب الله خلال الأشهر الماضية. ففي 8 أبريل 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل علي أحمد حسين، وهو أحد القادة الميدانيين في قوة الرضوان، إلى جانب ثلاثة مقاتلين آخرين في غارة جوية على منطقة السلطانية في جنوب لبنان.
وكان آخر استهداف قبل عملية اليوم هو في 23 مارس 2025، حيث استهدفت طائرة إسرائيلية مسيرة سيارة في بلدة عيتا الشعب، مما أدى إلى مقتل أحد مقاتلي حزب الله، يدعى حسن نعمة الزين، الملقب بـ “الحر”.
تصاعد العمليات الإسرائيلية في لبنان
شهدت الفترة من 18 إلى 23 مارس 2025 تصعيداً كبيراً في العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان، حيث نفذت القوات الإسرائيلية ضربات مكثفة استهدفت 53 موقعاً لبنانياً، منها 38 موقعاً بالغارات الجوية، و8 مواقع بالمدفعية، و7 مواقع بعمليات برية للجيش الإسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن في يوم واحد أكثر من 50 غارة على مواقع حزب الله، في أوسع وأشد سلسلة عمليات في لبنان منذ سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.
موقف حزب الله والرد المتوقع
لم يصدر عن حزب الله حتى لحظة كتابة هذا التقرير أي تعليق رسمي حول استهداف بجيجة، لكن العادة جرت أن يرد الحزب على الاستهدافات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية.
وكان حزب الله قد أطلق في وقت سابق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه مرتفعات الجولان المحتلة، مستهدفاً قاعدة للجيش ومواقع دفاع جوي في المنطقة. وقد أفادت التقارير أن إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله أسفر عن مقتل نحو 12 جندياً إسرائيلياً ونصف هذا العدد من المدنيين.
تداعيات التصعيد على المنطقة
أدى التبادل المستمر لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من مائة ألف شخص على جانبي الحدود، كما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الزراعي في جنوب لبنان، حيث تركت الحقول التي تعرضت للقصف دون زراعة أو حصاد.
ويرى مراقبون أن ديناميكيات الصراع تغيرت بشكل كبير منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، مشيرين إلى أن الصراع الذي كان محتوياً في البداية لم يعد كذلك، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع.
وفي بيان مشترك في أبريل 2024، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جوانا فرونيتسكا، وقائد بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان، أرولدو لازارو، إن “دورة الضربات والضربات المضادة التي لا هوادة فيها في خرق لوقف الأعمال العدائية تشكل أخطر انتهاك لقرار مجلس الأمن 1701 منذ اعتماده في عام 2006”.
الموقف الأمريكي من التصعيد
على الرغم من التصعيد المستمر، تحاول الولايات المتحدة لعب دور في منع اندلاع حرب شاملة في المنطقة. ووفقاً للتقارير، كانت إسرائيل تستعد لضرب بيروت رداً على هجوم استهدف متولا، لكنها تراجعت عن ذلك تحت ضغط أمريكي.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر 2024 يتطلب من القوات المسلحة اللبنانية نزع سلاح حزب الله وتفكيك بنيته التحتية – على الأقل جنوب نهر الليطاني. كما يجب على لبنان منع وصول الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى حزب الله عبر حدوده أو منافذه.