مقتل المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في غارة إسرائيلية على جباليا
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فجر اليوم الخميس عن مقتل المتحدث الرسمي باسمها، عبد اللطيف القانوع، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مما يمثل ضربة جديدة للحركة التي فقدت العديد من قادتها منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
تفاصيل الاستهداف
ذكرت وكالة شهاب الإخبارية التابعة لحركة حماس في ساعة مبكرة من صباح الخميس أن المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع قتل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة جباليا البلد بشمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية أن الغارة استهدفت خيمة كان يتواجد فيها القانوع، مما أدى إلى مقتله على الفور مع عدد من المدنيين الذين كانوا في المكان ذاته، في استمرار للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المناطق المدنية في قطاع غزة.
ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول استهداف القانوع، في حين أكدت حماس أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سلسلة من محاولات إسرائيل تصفية قيادات الحركة وإضعاف قدرتها التنظيمية.
من هو عبد اللطيف القانوع؟
يعد عبد اللطيف القانوع أحد أبرز الوجوه الإعلامية لحركة حماس، حيث شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الحركة لسنوات عديدة. عُرف القانوع بحضوره الإعلامي القوي وتصريحاته المنتظمة التي كانت تعبر عن موقف الحركة من مختلف القضايا المتعلقة بالصراع مع إسرائيل والشأن الفلسطيني العام.
اشتهر القانوع بخطابه الحاد تجاه إسرائيل، ودفاعه المستمر عن سياسات حماس ومواقفها المختلفة. وكان من أكثر المتحدثين نشاطاً خلال المواجهات العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيث كان يظهر بشكل شبه يومي لتقديم البيانات الرسمية وشرح مواقف الحركة.
تصعيد القصف الإسرائيلي على شمال غزة
يأتي استهداف القانوع في ظل تصعيد الغارات الإسرائيلية على مناطق شمال قطاع غزة، خاصة مخيم جباليا الذي شهد عمليات قصف مكثفة خلال الأيام الماضية، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين ودمار واسع في البنية التحتية.
وتتعرض منطقة جباليا، التي تعد أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، لقصف إسرائيلي متواصل، في ظل ظروف إنسانية صعبة يعيشها السكان الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية ومياه الشرب، نتيجة الحصار المفروض على القطاع.
ردود فعل فلسطينية وإسرائيلية
أكدت حركة حماس في بيان رسمي أن “اغتيال القانوع لن يثني الحركة عن مواصلة نهج المقاومة”، مشددة على أن “دماء الشهداء ستزيد من إصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بحقوقه المشروعة”.
من جانبها، وصفت الفصائل الفلسطينية الأخرى عملية اغتيال القانوع بأنها “جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني”، داعية المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث في غزة”.
في المقابل، لم تصدر تصريحات رسمية إسرائيلية حتى الآن بشأن استهداف القانوع، لكن مسؤولين إسرائيليين أكدوا في تصريحات سابقة أن “إسرائيل ستواصل استهداف قيادات حماس أينما وجدوا”.
تداعيات اغتيال المتحدث الرسمي
يرى محللون سياسيون أن اغتيال القانوع يأتي في سياق استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تفكيك البنية القيادية لحركة حماس وإضعاف قدرتها على إدارة المعركة الإعلامية والسياسية، خاصة مع استمرار المواجهات العسكرية في قطاع غزة.
وأشار خبراء إلى أن فقدان حماس للقانوع، الذي يعد أحد أبرز وجوهها الإعلامية، قد يؤثر على قدرة الحركة على إيصال رسائلها الإعلامية والتواصل مع الرأي العام المحلي والدولي، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن الحركة تمتلك بنية تنظيمية متماسكة قادرة على تعويض الخسائر في صفوف قياداتها.
الوضع الإنساني المتدهور في غزة
تأتي عملية اغتيال القانوع في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان قطاع غزة، حيث تشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن غالبية السكان باتوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع استمرار القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع.
وتفيد إحصائيات وزارة الصحة في غزة بارتفاع أعداد الضحايا بشكل مستمر نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، في ظل نقص حاد في الخدمات الطبية والإمدادات الدوائية، مما يفاقم من المأساة الإنسانية في القطاع.
مواقف دولية متباينة
تباينت المواقف الدولية تجاه التصعيد الإسرائيلي في غزة، حيث دعت بعض الدول والمنظمات الدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، بينما اكتفت دول أخرى بالتعبير عن “قلقها” إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأعربت الأمم المتحدة مراراً عن قلقها البالغ إزاء استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في قطاع غزة، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
إلى أين تتجه الأوضاع؟
مع استمرار عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف قيادات الفصائل الفلسطينية، تبدو آفاق التهدئة أو وقف إطلاق النار بعيدة المنال في الوقت الراهن، مما ينذر بمزيد من التصعيد العسكري وتفاقم الأزمة الإنسانية.
ويتوقع خبراء ومحللون أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً في العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة مع إصرار إسرائيل على مواصلة ما تصفه بـ”تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس”، بينما تؤكد الفصائل الفلسطينية استمرارها في المقاومة مهما كانت التضحيات.