أثار وشم منسوب لوزير الدفاع الأميركي، يتضمن عبارة “Deus Vult” باللاتينية، والتي تعني “إرادة الله”, وأسفلها كلمة “كافر” بالعربية، جدلًا واسعًا.
يعود هذا الشعار إلى فترة الحروب الصليبية، حيث كان يُستخدم كنداء حربي أثناء الحملات العسكرية ضد المسلمين.
يطرح هذا الوشم تساؤلات حول أبعاده الرمزية وتأثيراته المحتملة على السياسة العسكرية الأميركية في العالم الإسلامي.
الخلفية التاريخية لشعار “Deus Vult”
ظهر شعار “Deus Vult” لأول مرة خلال الحملة الصليبية الأولى (1096-1099م)، وكان يُستخدم كصرخة حماسية من قبل الجنود الصليبيين أثناء غزوهم للمدن الإسلامية، مثل القدس.
لم يكن الشعار مجرد تعبير ديني، بل كان جزءًا من الدعاية الحربية التي صوّرت الحروب الصليبية كواجب مقدس.
على مدار التاريخ، عاد استخدام هذا الشعار في سياقات مختلفة، بما في ذلك الخطابات القومية الأوروبية في العصور الحديثة، وأحيانًا من قبل حركات يمينية متطرفة ترى في الصراع مع العالم الإسلامي امتدادًا لصدام حضاري.
دلالات الوشم في السياق السياسي والعسكري
وجود هذا الوشم على ذراع مسؤول عسكري رفيع مثل وزير الدفاع الأميركي يحمل عدة دلالات:
- البعد الأيديولوجي:
- اقتران “Deus Vult” بكلمة “كافر” قد يعكس تبنيًا لرؤية متطرفة تصنف الآخر على أسس دينية، وهو أمر يتنافى مع الخطاب الرسمي للدولة الأميركية التي تؤكد على فصل الدين عن السياسة.
- يثير الشعار مخاوف من أن بعض النخب العسكرية الأميركية تتبنى نظرة صدامية تجاه العالم الإسلامي.
- الرسالة الرمزية للعالم الإسلامي:
- في ظل التدخلات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، يمكن اعتبار هذا الوشم إشارة غير مباشرة إلى أن بعض صناع القرار العسكريين يرون في هذه العمليات امتدادًا لحروب تاريخية ذات طابع ديني.
- قد يفاقم ذلك مشاعر العداء ويعزز سرديات الجماعات المتطرفة التي تصور الصراعات الجيوسياسية على أنها “حرب ضد الإسلام”.
- الإرهاب والتوظيف الديني للعنف:
- على الرغم من أن الخطاب الرسمي الغربي يدين التطرف الديني، إلا أن هذا الوشم قد يُفسَّر على أنه دليل على تطرف من نوع آخر، وهو تطرف ديني مسيحي مغلف بالسياسة والعسكر.
- يتسق هذا مع ظهور تيارات قومية دينية في الغرب تروج لفكرة “الحروب المقدسة” ضد خصومها، سواء كانوا دولًا أو جماعات.
الخلاصة
إن الرموز التي يتبناها القادة العسكريون والسياسيون لها تأثير كبير على تصورات الشعوب والسياسات الدولية.
إذا كان هذا الوشم حقيقيًا، فإنه يعكس مشكلة أعمق تتعلق بتوظيف الدين في النزاعات الجيوسياسية.
كما أن ظهوره في هذا السياق قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين العالم الإسلامي والغرب، ما يستوجب موقفًا رسميًا واضحًا من الجهات المعنية لتوضيح موقفها من هذه الرمزية المثيرة للجدل.
يبقى من الضروري إدراك أن الإرهاب لا يقتصر على دين أو عرق معين، بل هو ظاهرة تتغذى على الإقصاء والتطرف في مختلف أشكاله، سواء أكان مصدره جماعات غير حكومية أم دول ذات سياسات عسكرية توسعية.