تهديد أمني يلغي زيارة وزيرة الداخلية الألمانية ونظيرها النمساوي إلى دمشق
اضطرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ونظيرها النمساوي غيرهارد كارنر إلى إلغاء زيارتهما المقررة إلى العاصمة السورية دمشق، بعد تلقي تحذيرات من تهديد إرهابي محتمل. وتشير التقارير إلى أن القرار اتُخذ في اللحظات الأخيرة قبل صعود الطائرة من العاصمة الأردنية عمّان، استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة أشارت إلى وجود مخاطر أمنية جدية.
تفاصيل التهديد الأمني والقرار المفاجئ
أفادت صحيفة “بيلد” الألمانية بأن وزيرة الداخلية نانسي فيزر قررت إلغاء زيارتها إلى سوريا مع نظيرها النمساوي غيرهارد كارنر، بعد تحذيرات من تهديد إرهابي. وكان من المقرر أن تقوم الوزيرة الألمانية والوفد المرافق لها بمغادرة الأردن صباح يوم الخميس 27 مارس 2025 متوجهين إلى دمشق، لكن معلومات أمنية عاجلة غيرت خطط الزيارة بشكل كامل.
وصرح متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية قائلاً: “بناء على تحذيرات محددة من أجهزة الأمن الألمانية بوجود تهديد إرهابي، قررت الوزيرة الاتحادية للداخلية فيزر إلغاء زيارتها المخطط لها إلى العاصمة السورية دمشق صباح اليوم قبل الإقلاع من عمّان”. وأضاف أن التهديد قد يكون موجهًا ضد الوفدين الألماني والنمساوي معًا.
وأوضحت وزارة الداخلية الألمانية في بيان رسمي أن “التهديد المحتمل تجاه الوفد الأمني الألماني والنمساوي لم يكن من الممكن تجاهله أو التعامل معه بمستوى أمان كافٍ”. وكان من المقرر أن تقل طائرة تابعة لسلاح الجو الألماني الوزيرة والوفد المرافق من الأردن إلى سوريا، لكن التهديدات أجبرت الجانبين الألماني والنمساوي على إلغاء الرحلة في اللحظات الأخيرة.
الطبيعة السرية للزيارة وتفاصيلها المخطط لها
كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن رحلة فيزر إلى دمشق أُعدّت بسرية تامة وتضمنت ترتيبات للقاءات مع وزراء وممثلي الأمم المتحدة. وخططت فيزر لزيارة العاصمة السورية تحت إجراءات أمنية مشددة، دون إعلان مسبق لضمان سلامة الوفد. وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إلى أن الرحلة لم تُعلن مسبقًا لأسباب أمنية، لكن المعلومات الواردة من الأجهزة الاستخباراتية كانت كافية لاعتبار تنفيذها مخاطرة غير مبررة.
وكان من المقرر أن تلتقي فيزر خلال الزيارة وزيرين من وزراء “الحكومة المؤقتة” السورية، إلى جانب ممثلين عن منظمات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، بهدف مناقشة الوضع الإنساني وتنسيق الجهود الدولية. كما كان من المخطط مناقشة ملفات الأمن وإمكانيات عودة اللاجئين السوريين خلال هذه الزيارة الرسمية.
تنسيق أمني وترتيبات لوجستية دقيقة
ذكرت المصادر أن فيزر اتخذت قرار إلغاء الزيارة بالتشاور مع نظيرها النمساوي كارنر، ما يعكس مستوى التنسيق العالي بين البلدين في القضايا الأمنية الحساسة. وكانت الزيارة قد خُطط لها تحت إجراءات أمنية مشددة ولم يتم الإعلان عنها علنا، مما يشير إلى المخاوف الأمنية التي كانت محيطة بها منذ البداية.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن “التهديد الذي استهدف الوفد الأمني الألماني والنمساوي لم يكن بالإمكان تجاهله أو التعامل معه بمستوى أمان كافٍ”. وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية التي وصلت كانت كافية لاعتبار تنفيذ الزيارة محفوفًا بالمخاطر، رغم التحضيرات المكثفة التي كانت قد جرت لضمان أمان الزيارة.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
حتى الآن، لم تصدر عن الجانب السوري أي تعليقات رسمية حول إلغاء هذه الزيارة التي كانت ستمثل خطوة مهمة في العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وكل من ألمانيا والنمسا. وتأتي هذه الزيارة الملغاة في سياق جهود دولية متزايدة لإعادة الاستقرار إلى سوريا ومناقشة إمكانيات عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ويبقى السؤال مطروحًا حول طبيعة التهديد الأمني الذي تسبب في إلغاء الزيارة، وما إذا كان سيؤثر على العلاقات المستقبلية بين هذه الدول، أو على برامج التعاون الأمني والإنساني المشتركة في المنطقة.
سوابق أمنية وتحديات الدبلوماسية في مناطق النزاع
يُظهر هذا الحدث التحديات الكبيرة التي تواجهها الدبلوماسية الدولية في مناطق النزاع والمناطق ذات الوضع الأمني الهش. ورغم أن سوريا شهدت خلال السنوات الأخيرة استقرارًا نسبيًا في بعض المناطق، إلا أن المخاوف الأمنية لا تزال قائمة وتؤثر على العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي.
وقد أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إلى أن الرحلة كانت مخفية إعلاميًا لأسباب أمنية، ولكن المعلومات الواردة من الأجهزة الاستخباراتية كانت كافية لاتخاذ القرار بإلغاء الزيارة، إذ تم تقييم تنفيذها كتهديد غير مبرر. هذا يسلط الضوء على الدور الحاسم للمعلومات الاستخباراتية في ضمان أمن الوفود الدبلوماسية والمسؤولين الرسميين.