اتفاقية الدفاع بين الصومال وتركيا: آفاق الأمن في القرن الأفريقي
علم المنشر الاخباري أن الصومال وتركيا يتجاهان نحو الانتهاء من اتفاقية دفاعية يمكن أن تغير ملامح الوضع الأمني في منطقة القرن الأفريقي، خاصة فيما يتعلق بمكافحة حركة الشباب. الاتفاقية التي وصفها العديد من المراقبين بأنها “غير مسبوقة”، تشمل نشر قوات خاصة تركية في الأراضي الصومالية وتأسيس قاعدة عسكرية مشتركة بين البلدين. ومع ذلك، تثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المذكرة ستظل مجرد وثيقة أخرى تضاف إلى سلسلة الاتفاقات التي لم تنجح في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
ما الذي يجعل هذه الاتفاقية مختلفة؟
الصومال، التي تواجه تحديات أمنية جمة جراء تصاعد هجمات حركة الشباب، تبحث عن دعم قوي وفعال. وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن تركيا، التي تتمتع بخبرة في مجال التدخل العسكري خارج حدودها، ستقدم دعما مباشرا في صورة قوات خاصة وتقنيات متطورة. ولكن هل يمكن لهذه التحركات أن تحدث تحولا حقيقيا؟
أحد المزايا التي قد تميز هذه الاتفاقية عن سابقاتها هو خطة نشر مئات من قوات القوات الخاصة التركية في الصومال، وهي خطوة لم تحدث من قبل. هذه القوات ستشارك في العمليات المباشرة ضد حركة الشباب، التي لا تزال تفرض تهديدا كبيرا على استقرار الصومال والمنطقة.
التفاصيل الدقيقة للاتفاقية
نشر قوات خاصة تركية: هذه الخطوة تمثل تدخلا عسكريا مباشرا، حيث من المتوقع أن تساهم القوات الخاصة التركية في عمليات مكافحة الإرهاب بشكل مكثف. إذا نجحت هذه الخطوة، فقد تسهم في تقليل تأثير حركة الشباب على الأراضي الصومالية.
قاعدة عسكرية مشتركة: إلى جانب نشر القوات الخاصة، يشتمل الاتفاق أيضا على بناء قاعدة عسكرية مشتركة بين تركيا والصومال، مما سيسهم في تعزيز التنسيق العسكري بين الجانبين ويوفر قاعدة انطلاق مثالية للعمليات ضد الجماعات المتطرفة.
دعم مباشر ضد حركة الشباب: الاتفاقية تشمل أيضا تقديم تركيا الدعم العسكري المباشر ضد حركة الشباب، التي تشكل التهديد الأمني الأكبر في الصومال. يمكن لهذا الدعم أن يتخذ شكل استشارات عسكرية وتوفير معدات متقدمة، بما في ذلك الأسلحة والذخائر.
هل ستحقق هذه الاتفاقية أهدافها؟
على الرغم من التفاؤل المبدئي الذي يبديه البعض تجاه هذه الاتفاقية، فإن هناك مخاوف مشروعة بشأن فاعليتها. في الماضي، وقعت الصومال العديد من الاتفاقيات مع تركيا، ولكنها لم تؤدي إلى تغييرات جذرية على الأرض. على سبيل المثال، كان هناك دعم عسكري تركي سابق لمكافحة حركة الشباب، ولكن هذا الدعم لم يترجم إلى تقدم حقيقي في القضاء على الجماعة المتطرفة.
إحدى النقاط البارزة هي أن الولايات المتحدة وإثيوبيا قد سبق لهما أن قاما بتغطية الضربات الجوية ضد حركة الشباب، فيما تواصل حركة الشباب التوسع والتسلح باستخدام الأسلحة التي تم تزويدها من جهات مختلفة، بما في ذلك الدعم غير المباشر الذي تلقيه الجماعة من بعض الدول.
التحديات والآفاق المستقبلية
التحدي الأكبر يكمن في التنفيذ الفعلي لهذه الاتفاقية. هل ستحقق القوات الخاصة التركية النجاح في تحقيق تقدم ملموس ضد حركة الشباب؟ وما هو الدور الذي سيلعبه الدعم العسكري المتواصل من تركيا في تحجيم الجماعة؟ وهل سيكون من الممكن القضاء على حركة الشباب بشكل كامل، أم أن هذه الجماعة ستواصل التأقلم والنمو في ظل الدعم العسكري المقدم من أطراف متعددة؟