مع اقتراب عيد الفطر، تكثر التساؤلات حول زكاة الفطر، توقيتها وقيمتها الشرعية، وما إذا كان يجوز تأجيلها أو تعجيلها، خصوصًا مع اختلاف آراء الفقهاء حول بعض التفاصيل المتعلقة بها، وأعلنت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر لعام 1446 هـ، مشددة على أهمية الالتزام بموعد إخراجها وفقًا لما حدده الشرع.
قيمة زكاة الفطر ومتى تجب؟
حدد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، الحد الأدنى لزكاة الفطر هذا العام بمبلغ 35 جنيهًا عن كل فرد، وهو ما يُلزم به المسلم القادر لإخراجها في موعدها دون تأخير.
وتختلف آراء الفقهاء حول توقيت وجوبها، حيث يرى الحنفية أنها تصبح فرضًا مع دخول فجر يوم العيد، بينما يعتبرها الشافعية والحنابلة واجبة منذ غروب شمس آخر يوم من رمضان. أما المالكية والحنابلة فقد أجازوا تقديمها قبل العيد بيومين، استنادًا إلى حديث عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما: “كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين”.
تعجيل زكاة الفطر.. هل يجوز؟
أكدت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من تقديم زكاة الفطر منذ اليوم الأول من رمضان، وفقًا لما أقره الشافعية وأحد الآراء المصححة عند الحنفية، إلا أن بعض الفقهاء الشافعية يرون جواز إخراجها في النهار فقط دون الليلة السابقة.
هل يجوز تأخير إخراجها؟
حذرت دار الإفتاء من تأخير زكاة الفطر عن يوم العيد دون عذر شرعي، معتبرة أن من يفعل ذلك يكون قد ارتكب إثمًا شرعيًا، وعليه إخراجها قضاءً وليس أداءً، فالغرض الأساسي من زكاة الفطر هو توفير ما يكفي الفقراء يوم العيد، حتى لا يكونوا في حاجة إلى السؤال، وهو ما يتعارض مع تأخيرها.
الزكاة نقدًا أم حبوبًا أفضل؟
أشارت الفتوى إلى أن إخراج زكاة الفطر نقدا يعد أكثر ملاءمة لاحتياجات الفقراء، حيث يمكنهم استخدامها فيما يناسبهم، بدلًا من الاقتصار على إخراجها حبوبًا كما كان متبعًا قديمًا، وأكدت أنه لا يجوز توزيعها على مدار العام بشكل شهري أو دوري، لأن ذلك يتعارض مع المقصد الأساسي لها، وهو إغناء الفقراء يوم العيد وإدخال الفرحة عليهم.