تعيين أسامة الرفاعي مفتيا عاما لسوريا
قرر الرئيس السوري أحمد الشرع تعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتيا عاما للجمهورية العربية السورية، وهو يعد أبرز رموز جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
ويمتد تاريخ منصب المفتي العام في سوريا إلى أكثر من قرن من الزمان، حيث كان يشغله علماء بارزون مثل الشيخ أحمد كفتارو حتى عام 2004. تميز المنصب باستقلالية نسبية عن السلطة التنفيذية، إلى أن أصدر نظام الأسد المرسوم التشريعي رقم 13 لعام 2018 الذي نقل صلاحيات المفتي إلى “المجلس العلمي الفقهي” المعين من قبل النظام.
وانتخب أسامة الرفاعي المعروف بانتمائه ودعمه لجماعة الإخوان المسلمين في نوفمبر 2021 مفتيا عاما للجمهورية العربية السورية من قبل “المجلس الإسلامي السوري” مع ترحيب جماعة الإخوان المسلمين بالتعيين.
المجلس الإسلامي السوري عام 2014 في إسطنبول كتجمع للعلماء والمعارضين، حيث ضم عند تأسيسه 40 رابطة وهيئة شرعية من الداخل السوري والخارج. يصف المجلس نفسه بأنه “كيان جامع موحد” يهدف لسد الفراغ المؤسساتي في المناطق المحررة، مع التركيز على الحفاظ على الهوية الإسلامية المعتدلة.
من هو أسامة الرفاعي؟
ولد أسامة الرفاعي في دمشق عام 1944، وتخرج من كلية الآداب بجامعة دمشق عام 1971. ارتبط اسمه بالمعارضة المبكرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث اضطر لمغادرة سوريا إلى السعودية عام 1981 إثر حملات النظام ضد الإخوان المسلمين.
ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحول مسجد عبد الكريم الرفاعي في منطقة كفرسوسة بدمشق إلى مركز للاحتجاجات السلمية. شهد المسجد في رمضان 2011 مواجهات دامية عندما اقتحمته قوات الأمن أثناء صلاة ليلة القدر، مما أدى إلى إصابة الشيخ بطعنات واعتداءات بالهراوات. هذه الحادثة دفعت الرفاعي للهجرة إلى تركيا حيث انخرط في العمل الإغاثي والدعم السياسي للمعارضة.
بين الترحيب والرفض
ولقيت خطوة التعيين ترحيبا من قطاعات واسعة في المعارضة، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين التي أشادت بالقرار. لكن هذا الدعم أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين المجلس الإسلامي السوري والجماعة، خاصة في ظل الانتماء الصوفي التقليدي للرفاعي الذي يختلف عن التوجه الإخواني، والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي (1901-1973)، المؤسس التاريخي لـ”جماعة زيد” الصوفية التي ارتبطت بجامع زيد بن ثابت الأنصاري في دمشق.
من جهة أخرى، واجه القرار انتقادات من بعض الأوساط العلمانية التي رأت فيه محاولة لإعادة إنتاج النسق الطائفي تحت غطاء ديني. كما عبر نشطاء من التيار السلفي عن تحفظهم تجاه الخلفية الصوفية للشيخ الرفاعي، رغم اعترافهم بدوره في الثورة.