مهمة أودينغا لسلام جنوب السودان
استقبل رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، يوم الجمعة، رئيس الوزراء الكيني السابق، رايلا أودينغا، الذي يزور جنوب السودان في مهمة سلام، فيما طالبت الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة (SPLM-IO) بالإفراج الفوري عن زعيمها الدكتور ريك مشار، القائد العام للحركة، بالإضافة إلى عدد من أعضائها المحتجزين.
مهمة أودينغا لسلام جنوب السودان
في خطوة هامة لدعم جهود السلام في جنوب السودان، استقبل الرئيس سلفا كير ميارديت، يوم الجمعة، رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا، الذي يزور البلاد في مهمة سلام. جاءت الزيارة في إطار مساعي الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لتقييم الوضع الأمني في البلاد وتعزيز الحوار بين الأطراف السياسية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة واستعادة السلام الدائم.
تضمن اللقاء بين الرئيس سلفا كير وأودينغا مناقشات موسعة حول الوضع السياسي الراهن في جنوب السودان، وأكد أودينغا التزام إيغاد الثابت بدعم البلاد في مسيرتها نحو السلام والاستقرار. وأعرب عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى حل سلمي دائم من خلال الحوار بين الأطراف المعنية. وقال أودينغا: “إيغاد ملتزمة بمواصلة دعم جنوب السودان في تحقيق الاستقرار، ونحن نرى فرصا كبيرة للتوصل إلى حل سياسي يضمن الأمن لجميع الأطراف.”
وبعد انتهاء مهمته في جنوب السودان، سيقدم أودينغا تقريرا شاملا عن نتائج مهمته إلى القادة الإقليميين، من بينهم الرئيس الكيني ويليام روتو، لتحديد السبل المستقبلية نحو السلام المستدام في جنوب السودان.
مطالبات بالإفراج عن ريك مشار
في سياق متصل، أصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة (SPLM-IO) بيانا رسميا تطالب فيه بالإفراج الفوري عن زعيمها، الدكتور ريك مشار، القائد العام للحركة، بالإضافة إلى عدد من أعضائها المحتجزين. جاء ذلك بعد تزايد التوترات السياسية في البلاد وتفاقم الوضع الأمني.
خلال مؤتمر صحفي، شدد ستيفن بار كول، رئيس اللجنة الوطنية للسلام والمصالحة، على التزام الحركة باتفاقية حل النزاع في جنوب السودان (R-ARCSS) باعتبارها الإطار الوحيد لتحقيق استقرار دائم. وأكد أن الحوار هو السبيل الأوحد لحل الأزمة السياسية في البلاد، مشيرا إلى أن الحركة ملتزمة بالمسار السلمي. وقال كول: “نحن نؤمن بأن السلام يتحقق من خلال التعاون والحوار بين جميع الأطراف، وهذا ما نسعى لتحقيقه.”
التوترات العسكرية والسياسية
تجدر الإشارة إلى أن الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي في المعارضة (SPLA-IO) قد أبدت اعتراضها على تعيين الفريق كوانق قاتكوث كيرجوك في منصب نائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الحكومية (SSPDF)، معتبرة أن هذا التعيين تم بشكل أحادي من قبل رئيس هيئة الأركان للقوات الحكومية، بول نانق، بهدف خلق انقسام داخلي في صفوف الحركة.
وذكرت الحركة أن هذا التعيين يتعارض مع التوافق الذي تم التوصل إليه خلال عملية السلام، وطالبت بالالتزام بالمبادئ التشاركية في الهيكل العسكري الموحد. كما أكدت أن التعيين لم يتم وفقا للمسار المتفق عليه، ودعت إلى احترام الإجراءات التشاورية.
الحكومة تؤكد على استقرار الوضع
من جانبها، أكد وزير الإعلام والاتصالات، مايكل مكوي، أن تنفيذ اتفاقية السلام المنشط في جنوب السودان لا يعتمد على الأفراد، مشيرا إلى أن المعارضة يمكن أن تواصل نشاطها دون الحاجة إلى وجود ريك مشار. وأضاف مكوي أنه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق في تورط مشار في الأحداث الأخيرة، وسوف تعلن نتائج التحقيق بشفافية تامة.
وأوضح مكوي أن قرار الرئيس سلفا كير بوضع مشار تحت الإقامة الجبرية كان ضروريا لحماية استقرار البلاد، مؤكدا أن الحكومة ستواصل العمل لضمان تنفيذ اتفاق السلام ومكافحة أي تهديدات قد تزعزع الأمن الداخلي.
التصعيد الإعلامي والمساءلة القانونية
في سياق متصل، أعرب مكوي عن استيائه من تقارير إعلامية “مضللة” أثارت التوترات في البلاد، مشيرا إلى أن إدارة فندق “راديسون بلو” ستخضع للمساءلة القانونية بسبب دورها في تأجيج الأوضاع. وأضاف مكوي أن الحكومة لن تتهاون مع أي جهة تسهم في تعزيز خطاب الكراهية أو تصعيد الأوضاع في البلاد.