أمريكا تصعد عملياتها العسكرية: ضربات جوية جديدة تستهدف مواقع الحوثيين في اليمن
شنت القوات الأمريكية فجر السبت 29 مارس 2025 جولة جديدة من الضربات الجوية استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين في مناطق متعددة من اليمن، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة أربعة آخرين. وتأتي هذه الضربات في إطار تصعيد عسكري ملحوظ من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث تظهر تحليلات الخبراء أن الاستراتيجية الأمريكية قد تحولت من استهداف منصات إطلاق الصواريخ فقط إلى قصف مواقع قيادية ومراكز عسكرية رئيسية في المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وقد نشرت القيادة المركزية الأمريكية مقطع فيديو يوثق استهداف موقع عسكري رئيسي في قلب العاصمة صنعاء، وسط إصرار أمريكي على مواصلة العمليات العسكرية حتى توقف جماعة الحوثي هجماتها على السفن في البحر الأحمر.
تفاصيل الهجمات الأمريكية الجديدة
استهدفت الضربات الجوية الأمريكية مناطق متعددة تحت سيطرة الحوثيين، شملت العاصمة صنعاء ومحافظتي الجوف وصعدة. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي يديرها الحوثيون، فإن الهجمات في صعدة أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة أربعة آخرين. وقد وصفت الوكالة الشخص المقتول بأنه من المدنيين، لكن المصادر الإخبارية تشير إلى أن المقاتلين الحوثيين وحلفاءهم لا يرتدون في المعتاد أي زي عسكري.
وجاءت هذه الضربات بعد ليلة مكثفة من القصف فجر الجمعة، والتي اعتُبرت الأعنف مقارنةً بالهجمات السابقة منذ بدء الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في 15 مارس 2025. وبلغ عدد الغارات في مجملها نحو 30 غارة حسب المصادر المحلية، حيث استهدفت محيط مدينة صعدة بثماني ضربات جوية، كما تعرضت منطقة السواد بمديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء لقصف مماثل بـ8 غارات.
استهداف مقر القيادة العسكرية في صنعاء
نشرت القيادة المركزية الأمريكية مقطع فيديو بالأبيض والأسود يظهر ضربة جوية استهدفت موقعًا في اليمن. وعلى الرغم من عدم تحديد الموقع في الفيديو، إلا أن تحليل وكالة أسوشيتد برس أظهر تطابقه مع آثار ضربة استهدفت مقر القيادة العسكرية العامة للحوثيين في صنعاء يوم الجمعة. كما أظهرت المقاطع المرئية لقطات من انطلاق المقاتلات من على متن حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” بالبحر الأحمر، ولقطات أخرى لتنفيذ الضربات.
استهداف البنية التحتية للاتصالات
صرحت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للحوثيين في صنعاء أن الضربات الأمريكية دمرت “محطات البث، وأبراج الاتصالات، وشبكة الرسائل” في محافظتي عمران وصعدة. وقد أشارت وكالة “أسوشيتد برس” إلى أن الضربات في عمران بدت شديدة بشكل خاص.
توسيع نطاق العمليات العسكرية
أظهرت مراجعة أجرتها وكالة “أسوشيتد برس” للضربات، أن العملية الأمريكية الجديدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب “تبدو أكثر اتساعًا وشدة من تلك التي كانت تحت إدارة الرئيس السابق جو بايدن”. وأشارت الوكالة إلى أن الجيش الأمريكي انتقل من استهداف منصات إطلاق الصواريخ فقط إلى استهداف قيادات الحوثيين، وكذلك قصف مواقع قيادية ومراكز عسكرية في المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
نقل قاذفات B-2 الشبحية إلى المحيط الهندي
كشفت تحليلات لصور الأقمار الاصطناعية، أجرتها وكالة “أسوشيتد برس”، أن الجيش الأمريكي نقل قاذفات B-2 الشبحية بعيدة المدى إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. وتعتبر هذه القاعدة خارج نطاق الصواريخ الحوثية، مما يشير إلى رغبة واشنطن في تجنب استخدام قواعد الحلفاء الإقليميين. وتمثل هذه الخطوة تصعيدًا في القدرات العسكرية الأمريكية المخصصة لمواجهة الحوثيين.
استراتيجية “الضغط الأقصى” على إيران
أكد المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية مايكل ميتشل أن العمليات العسكرية ضد الحوثيين تأتي في إطار حملة الرئيس دونالد ترامب “الضغط الأقصى” على إيران. وتصر الولايات المتحدة على استمرار القصف على الحوثيين إلى غاية وقف هجماتهم في البحر الأحمر.
تداعيات الضربات على الوضع الإنساني والأمني
الخسائر البشرية والمادية
على الرغم من محدودية المعلومات المتوفرة حول الخسائر البشرية، إلا أن وسائل إعلام تابعة للحوثيين أفادت بمقتل شخص واحد وإصابة أربعة آخرين في محافظة صعدة. ولم يتضح على الفور مدى الضرر والإصابات المحتملة في المناطق الأخرى التي تعرضت للقصف.
تأثير العمليات على البنية التحتية
تسببت الضربات الأمريكية في تدمير محطات البث وأبراج الاتصالات وشبكة الرسائل في محافظتي عمران وصعدة، وفقًا لما صرحت به وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للحوثيين في صنعاء. وهذا يشير إلى استهداف البنية التحتية للاتصالات التي يمكن أن تؤثر على القدرات العسكرية للحوثيين وكذلك على الخدمات المقدمة للمدنيين في هذه المناطق.
الموقف الأمريكي والأهداف المعلنة
تؤكد الولايات المتحدة إصرارها على استمرار الضربات الجوية ضد الحوثيين حتى يتوقفوا عن استهداف السفن في البحر الأحمر. وتأتي هذه العمليات ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى الضغط على إيران، التي تعتبرها واشنطن الداعم الرئيسي للحوثيين.
وتشير المؤشرات إلى أن الإدارة الأمريكية تتبنى نهجًا أكثر حزمًا في التعامل مع الحوثيين مقارنة بالسياسات السابقة، حيث توسعت أهداف العمليات العسكرية لتشمل مراكز قيادية ومنشآت استراتيجية وليس فقط منصات إطلاق الصواريخ.