عندما تتحرك قاذفات الشبح B-2 Spirit، فإن الأمر لا يكون مجرد استعراض للقوة، بل رسالة نارية مفادها أن حربًا قد تكون على الأبواب.
هذه الطائرات، المصممة لاختراق أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا، لا تغادر قواعدها إلا لهدف استراتيجي كبير.
واليوم، تتجه هذه القاذفات إلى جزيرة دييغو غارسيا، ترافقها طائرات شحن وتزود بالوقود، في حشد عسكري أمريكي ضخم لم يُشاهد منذ سنوات.
فهل نحن أمام استعداد لضربة وشيكة ضد إيران؟ أم أن واشنطن تعيد ترتيب مشهد القوة في ظل تصعيد القصف على اليمن؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف ما تخبئه السماء من نوايا الحرب والسلام.
تحركات عسكرية
لم تتوقف المصادر الصحفية العالمية منذ أيام عن الحديث حول تحركات عسكرية أمريكية غير مسبوقة، حيث أكدت التقارير أن قوة كبيرة من قاذفات الشبح B-2 Spirit، ترافقها ثلاث طائرات شحن من طراز C-17 وعشر طائرات تزود بالوقود، قد توجهت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
وتعتبر هذه القاعدة واحدة من أكبر المنشآت العسكرية الأمريكية خارج الأراضي الأمريكية، ولها سجل حافل في العمليات القتالية، حيث كانت نقطة انطلاق رئيسية للضربات العسكرية ضد العراق وأفغانستان.
هذا التحرك المفاجئ أثار تساؤلات واسعة بين الخبراء العسكريين، الذين يرون أنه يأتي في إطار تصعيد أمريكي ضد إيران، بالتزامن مع تكثيف القصف على اليمن.
دييغو غارسيا
تعد جزيرة دييغو غارسيا موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية للقوات الأمريكية، إذ توفر قاعدة انطلاق مثالية لتنفيذ الضربات الجوية بعيدة المدى.
وجود قاذفات B-2 هناك يمنح واشنطن قدرة هائلة على توجيه ضربات نووية أو تقليدية ضد أهداف محصنة، كما يسمح لها بتنفيذ عمليات سرية دون الحاجة إلى قواعد إقليمية.
تهديد لإيران
يرى المحللون العسكريون أن هذا الحشد الجوي الكبير لا يمكن فصله عن التوترات المتزايدة مع إيران، خاصة بعد تصاعد الخلافات حول الملف النووي، وتزايد الهجمات التي تستهدف السفن الأمريكية في المنطقة.
كما يتزامن هذا التحرك مع تصعيد الضربات الجوية الأمريكية على اليمن، ما يعزز احتمال أن واشنطن تجهز لضربة عسكرية استباقية أو ردعية ضد خصومها الإقليميين.
ما الذي تخطط له واشنطن؟
لا تزال المعلومات حول هذه التحركات شحيحة، لكن المؤكد أن نشر قاذفات استراتيجية مثل B-2 ليس قرارًا عاديًا، بل خطوة تحمل رسائل تهديد واضحة.
فهل تستعد أمريكا لتوجيه ضربة عسكرية حاسمة، أم أن هذا الحشد مجرد ورقة ضغط سياسية لإعادة ترتيب ميزان القوى في المنطقة؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف حقيقة هذه التحركات، وما إذا كانت السماء ستمطر نارًا في أي لحظة.