في ساحة المعركة، قد يكون الرصاص أقل خطرًا من الخيانة، فعدوٌ واضحٌ أمامك أهون من خنجرٍ يُغرس في ظهرك. وعلى أرضٍ دفع أبناؤها الدماء دفاعًا عن كرامتها، لا مكان للخونة الذين باعوا أرواحهم للعدو مقابل حفنة من المال. الخيانة ليست مجرد خطأ، بل جريمة تُزهق بسببها الأرواح وتُهدم بسببها الأوطان. ومن هنا، جاء الحكم الحاسم الذي نفذته غزة، ليكون رسالة واضحة: لا تسامح مع من يبيع شعبه لأعدائه.
الإعدام بحق الخونة
أعلنت الجهات القضائية في غزة تنفيذ حكم الإعدام بحق ستة متخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بناءً على قرار المحكمة الثورية. وقد جاء تنفيذ الحكم بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، وتأكيد تورطهم في تقديم معلومات للعدو أدت إلى استهداف مواقع وشخصيات فلسطينية، وأسفرت عن استشهاد المئات.
مقابل المال
من بين المدانين، برز اسم أحد العملاء الذي وصف بأنه الأخطر بينهم، حيث تم إلقاء القبض عليه أثناء توزيع الأموال على عملاء آخرين يعملون لصالح الاحتلال. وعند تفتيشه، عُثر بحوزته على وثيقة خطيرة تُفصّل ما أسماه “إنجازات” تخابره، والتي كان لها أثر مدمر على المقاومة الفلسطينية، وأسهمت في اغتيال قادة ميدانيين وتدمير مواقع استراتيجية.
رسالة رادعة
يمثل هذا القرار رسالة حازمة لكل من قد يفكر في التعاون مع الاحتلال ضد أبناء شعبه، حيث تؤكد المقاومة الفلسطينية أن يد العدالة ستصل إلى كل خائن، ولن يكون هناك ملاذ آمن لمن يسهم في استباحة دماء الأبرياء. كما يعكس تنفيذ هذه الأحكام مدى الجدية في التصدي لمحاولات الاحتلال اختراق الصفوف الداخلية وإحباط مخططاته الرامية إلى زرع الفوضى والفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وسط الصراع المستمر بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، تظل معركة الأمن الداخلي لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية. فكما تواجه غزة العدوان بالقوة، تواجه الخيانة بالعدالة الحازمة، لتبقى صفوف المقاومة نقية، ويبقى الوطن محصنًا من الطعنات الغادرة.