وزير الصحة المصري يواجه شكوى مريض كلى ويدعو للاعتراف بالإنجازات رغ التحديات
أقر وزير الصحة والسكان المصري الدكتور خالد عبد الغفار بوجود قصور في خدمة غسيل الكلى بمستشفى العدوة المركزي بمحافظة المنيا، وذلك خلال زيارة تفقدية قام بها اليوم السبت، حيث واجه انتقادات مباشرة من أحد المرضى حول تأخر الخدمة، مطالباً في المقابل المواطنين بالاعتراف بالتطورات التي أنجزتها الدولة في القطاع الصحي بالتوازي مع الشكاوى المقدمة.
مواجهة مباشرة بين وزير الصحة ومريض كلى
كشف فيديو حوار جرى بين وزير الصحة وأحد مرضى الكلى الذي اشتكى من سوء الخدمة المقدمة في وحدة غسيل الكلى بمستشفى العدوة المركزي. وعبّر المريض عن استيائه من طول فترة الانتظار للحصول على الخدمة الطبية قائلاً: “إحنا عايزين المعاملة تكون أحسن، منتعاملش زي طلبة الابتدائي”، في إشارة إلى تدني مستوى الخدمة المقدمة رغم أهميتها الحيوية لمرضى الفشل الكلوي.
وقد أثار موقف المريض ردة فعل الوزير الذي أكد أن المركز الجديد يعمل وفق نظام محدد، وأن التأخير غير مقصود وإنما يأتي ضمن الإجراءات المتبعة للحفاظ على سلامة المرضى. غير أن اللافت في رد الوزير كان تساؤله عن سبب عدم اعتراف المواطنين بما قدمته الدولة من إنجازات وخدمات مجانية، مضيفاً: “لحد دلوقتي مسمعتش كلمة إحنا متشكرين إن الدولة عملت المكان ده”.
ردود فعل متباينة حول تصريحات الوزير
استكمل الوزير حديثه متسائلاً: “لو إنت حد في أهل بيتك كل لما يشوفك يقولك مشكلة وشكوى طب الأول ياخي قول متشكرين على المبنى والأجهزة بس عندنا بعد التضررات”. وتلقى الوزير رداً سريعاً من المريض الذي اعتذر قائلاً: “فاتتني دي يا معالي الوزير.. شكراً على أفضالكم علينا”، ليرد الوزير مؤكداً أن الخدمات المقدمة ليست فضلاً وإنما هي حق للمواطنين: “إنتو صعايدة الصعيدي مبيفتوش الأصول ودي الأصول، ودي مش أفضال ده حقكم علينا”.
وزارة الصحة تعترف بالعجز وتتعهد بالإصلاح
في تطور لافت، أقرت وزارة الصحة والسكان رسمياً بوجود عجز في أعداد هيئة التمريض بوحدة غسيل الكلى، وذلك على لسان المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور حسام عبدالغفار، الذي أكد أن الوزير لاحظ هذا العجز خلال زيارته للمستشفى، بالرغم من أن القوة التمريضية الإجمالية في المستشفى تصل إلى 300 ممرض وممرضة.
وبناءً على هذا التقييم، أصدر الوزير توجيهاته بضرورة زيادة أعداد هيئة التمريض في قسم غسيل الكلى على وجه الخصوص، وذلك لضمان تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى وتقليل أوقات الانتظار التي كانت محور شكوى المرضى.
مستشفى العدوة.. نقلة نوعية في المنظومة الصحية
خلال زيارته التفقدية، أشاد الدكتور خالد عبدالغفار بمستشفى العدوة المركزي، معتبراً إياه “نقلة نوعية في المنشآت الصحية”. وكشف أن أعمال تطوير المستشفى بدأت في عام 2017 واستمرت حتى انتهائها في 2024، في إطار خطة شاملة لتطوير المنظومة الصحية في مختلف محافظات الجمهورية.
وشملت جولة الوزير في المستشفى تفقد قسم الاستقبال والطوارئ، وغرف ملاحظة المرضى، وأقسام الأشعة والمعامل، بالإضافة إلى وحدة الغسيل الكلوي، وعيادات الأسنان، وأقسام المرضى الداخليين، ووحدات الرعاية المركزة والحضانات، للاطمئنان على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
بين الحق في الشكوى والاعتراف بالإنجازات
تبرز هذه الواقعة التناقض الحاصل بين توقعات المواطنين للخدمات الصحية وبين ما تقدمه الدولة من إمكانيات ضمن الموارد المتاحة. فمن ناحية، يمتلك المرضى الحق في الحصول على رعاية صحية متكاملة وسريعة، خاصة في الحالات الحرجة كغسيل الكلى، ومن ناحية أخرى، تسعى الدولة لتطوير منشآتها الصحية وتحديثها في ظل تحديات اقتصادية متعددة.
ويمكن فهم توجه الوزير بطلب الاعتراف بالإنجازات المحققة في سياق رغبة المسؤولين في إبراز الجهود المبذولة لتطوير المنظومة الصحية، وهي خطوة تعكس إصرار الدولة على المضي قدماً في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المجال الصحي، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.
تحسين المنظومة الصحية.. خطوات مستمرة
تأتي زيارة وزير الصحة لمستشفى العدوة المركزي ضمن جهود الوزارة لمتابعة سير العمل في المنشآت الصحية والوقوف على المشكلات التي تواجه المواطنين للعمل على حلها. وقد أكد الوزير التزام الوزارة بمواصلة العمل لتحسين المنظومة الصحية في جميع محافظات الجمهورية بما يضمن تقديم خدمة طبية لائقة للمواطنين.
وتشير الزيارة، على الرغم من الانتقادات التي واجهها الوزير، إلى نهج تفاعلي في التعامل مع الشكاوى، من خلال الاستماع المباشر للمرضى واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أوجه القصور، كتوجيه الوزير بزيادة أعداد التمريض في قسم غسيل الكلى بعد رصد العجز فيه.
نحو توازن بين المطالب والإمكانات
تكشف واقعة شكوى مريض الكلى لوزير الصحة عن الحاجة لإيجاد توازن بين مطالب المواطنين المشروعة في الحصول على خدمة صحية متميزة وبين الإمكانات المتاحة للدولة. وهو ما يتطلب من ناحية زيادة الاستثمارات في قطاع الصحة وتحسين كفاءة إدارة الموارد البشرية، ومن ناحية أخرى تعزيز التواصل بين المسؤولين والمواطنين لتوضيح الجهود المبذولة والتحديات القائمة.
ويبقى المواطن المصري، خاصة المريض المحتاج للرعاية الصحية، في انتظار ترجمة الوعود والتوجيهات إلى واقع ملموس يضمن له الحصول على حقه في الرعاية الصحية بكرامة ودون معاناة أو انتظار طويل، في حين تواصل الدولة جهودها لتطوير المنظومة الصحية بما يتواكب مع رؤيتها للتنمية المستدامة.