تحذير ترامب لإيران بشأن البرنامج النووي
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات قاسية ضد إيران إذا لم توافق الأخيرة على اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وقال ترامب إن القصف سيكون مختلفًا عن أي شيء شهدته إيران من قبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد. كما أشار ترامب إلى أنه يدرس أيضًا خيار فرض رسوم جمركية ثانوية على إيران كجزء من استراتيجية الضغط.
في سياق متصل، أفادت قناة “إن بي سي نيوز” أن ترامب أعرب عن قلقه من أن المفاوضات مع طهران قد تكون آخر فرصة لتجنب التصعيد العسكري، مؤكداً على أن المهلة التي وضعها أمام إيران هي شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وقد نشرت تقارير تشير إلى أن ترامب بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، تتضمن تهديدًا باتخاذ إجراءات قاسية إذا استمرت إيران في تجاهل المطالب الأمريكية.
وبحسب موقع “أكسيوس” الإخباري، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين ومصادر مطلعة، كانت لهجة رسالة ترامب إلى خامنئي قاسية، حيث أشار إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي جديد خلال فترة زمنية محددة، وإلا فإن عواقب ذلك ستكون وخيمة. وقد تم نقل الرسالة مؤخرًا إلى طهران عبر سلطنة عمان، وهي قناة دبلوماسية تستخدمها طهران في التواصل مع واشنطن.
وفي رد فعل على هذه الرسالة، قال رئيس الحكومة الإيرانية مسعود بيزكيان إن المرشد الإيراني خامنئي أشار إلى أن الطريق إلى المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة مفتوح. وأوضح بيزكيان أن هذه المفاوضات ستكون مقتصرة على البرنامج النووي فقط، مشيرًا إلى أن إيران ترفض المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث يواصل ترامب تأكيد موقفه المتمثل في ضرورة اتخاذ قرار حاسم من قبل إيران بشأن برنامجها النووي، مهددًا بأن عدم التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى “أشياء سيئة للغاية” بالنسبة لإيران. ويُعتبر ذلك بمثابة تحذير آخر من جانب الرئيس الأمريكي السابق بأن الصراع العسكري قد يكون الخيار النهائي إذا استمرت إيران في رفض التفاوض.
من ناحية أخرى، ووفقًا للتقارير العسكرية، كانت الولايات المتحدة قد أرسلت عدة قاذفات استراتيجية من طراز بي-2 وطائرات للتزود بالوقود وطائرات نقل من طراز سي-17 إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي في مارس 2025. هذه الخطوة تعكس استعراضًا للقوة العسكرية الأمريكية في المنطقة، ويُعتقد أنها تهدف إلى تعزيز الضغوط على إيران.
وفي رد فعل من جانب طهران على هذه التطورات، حذرت الجمهورية الإسلامية من أنها ستستهدف القوات البريطانية المتمركزة في جزر تشاغوس إذا تعرضت إيران لعدوان أمريكي. وذكر مسؤول عسكري إيراني لصحيفة “التلغراف” البريطانية أن إيران ستوجه ضربات إلى القاعدة البحرية الأمريكية البريطانية المشتركة في جزيرة دييغو غارسيا إذا تم مهاجمة إيران من قبل الولايات المتحدة.
إجمالًا، تزداد التوترات في المنطقة مع تكثيف الضغوط على إيران من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. وتحذر طهران من التصعيد العسكري، في وقت تواصل فيه إدارة ترامب الضغط على طهران لتسوية القضايا النووية من خلال المفاوضات أو مواجهة العواقب المحتملة.