تصعيد عسكري أمريكي يستهدف معاقل الحوثيين في صعدة اليمنية
شنت المقاتلات الأمريكية مساء السبت 29 مارس 2025 سلسلة غارات مكثفة على معاقل جماعة الحوثيين العسكرية في محافظة صعدة، أقصى شمال اليمن، في تصعيدٍ عسكري يُعد الأوسع منذ بداية الحملة الجوية الأمريكية ضد المليشيات.تأتي هذه الضربات ضمن عملية عسكرية متواصلة تهدف إلى “تحييد التهديدات للملاحة الدولية في البحر الأحمر” وفق التصريحات الرسمية الأمريكية، بينما تصر الجماعة على وصفها كعمليات دعم للمقاومة الفلسطينية.
تفاصيل العمليات العسكرية: أهداف وانتشار جغرافي
استهدفت الغارات الأمريكية 7 مواقع استراتيجية في صعدة، وفقاً لمصادر ميدانية أشارت إلى توزيع الضربات بين شرق المدينة وجنوبها. شملت الأهداف مقرات قيادية ومخازن أسلحة وأنظمة صواريخ باليستية، مع تركيز خاص على مديرية آل سالم التي تُعتبر مركزًا لوجستيًا رئيسيًا للمليشيات. أكدت صور الأقمار الصناعية تدمير منشآت عسكرية تحت الأرض كانت تُستخدم لتخزين الذخائر الثقيلة.
التسلسل الزمني للتصعيد
بدأ التصعيد مساء الجمعة 28 مارس بموجة أولى من 12 غارة جوية، تبعتها 7 ضربات إضافية صباح السبت. بحلول فجر الأحد، وصل إجمالي الغارات المسجلة في صعدة وحدها إلى 31 ضربة جوية منذ منتصف مارس، وفق بيانات مركز الرصد الجوي التابع للأمم المتحدة[ .
ردود الفعل المتباينة: بين التصريحات الرسمية والمواقف الإقليمية
بررت القيادة المركزية الأمريكية العمليات بأنها “رد استباقي على الهجمات المستمرة ضد السفن التجارية”. وأشار بيان عسكري إلى أن 60% من الأهداف المُدمرة كانت مواقع إطلاق الطائرات المسيرة الموجهة نحو البحر الأحمر.
تصريحات الحوثيين: تأكيد الاستمرار في الدعم الفلسطيني
رداً على الضربات، أكد عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز أن “عملياتنا البحرية ستتوسع لدعم أشقائنا في غزة”. كما ادعى أن المليشيات “تمتلك ترسانة صاروخية قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
التداعيات الميدانية: بين الخسائر العسكرية والآثار المدنية
خسائر بشرية متضاربة
أعلنت مصادر حوثية رسمية عن مقتل 4 قياديين ميدانيين بينهم عميد وعقيد، بينما نفت تقارير محايدة وجود ضحايا مدنيين[2][3]. إلا أن منظمات حقوقية دولية أشارت إلى صعوبة التحقق من الأرقام بسبب القيود الأمنية المفروضة على المناطق المستهدفة.
أضرار بنية تحتية
أدت الغارات إلى تدمير كامل لمجمع صناعي سري كان يُشتبه في استخدامه لتصنيع القذائف الصاروخية، حسب صور التقطتها أقمار تجارية وأظهرت أعمدة دخان بارتفاع 200 متر.