في ظلمات السجون الإسرائيلية، حيث تختفي العدالة خلف قضبان القهر، تتكشف فصول مروعة من انتهاكات وحشية تطال الأسرى الفلسطينيين، في مشهدٍ يكشف الوجه الحقيقي لمنظومة القمع والتعذيب.
تحقيقات وتقارير دولية تفضح أساليب تعذيبٍ لا تمتّ للإنسانية بصلة، تبدأ بالضرب الوحشي ولا تنتهي عند حدود العنف الجنسي والتنكيل الممنهج. شهادات مروّعة تخرج من خلف القضبان، ترسم صورة قاتمة لمعاناة المعتقلين الذين يُحتجزون دون تهم، ليواجهوا جحيمًا يفوق الوصف.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن عمليات تعذيب خطيرة يتعرّض لها الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية، حيث يُحتجزون تعسفيًا دون تهم ويخضعون لأشكال وحشية من التعذيب النفسي والجسدي.
ووفق التحقيق، يتعرّض المعتقلون الفلسطينيون للعنف الجنسي، والضرب المبرح، والإهمال الطبي، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. إحدى الحالات المروعة التي أوردها التقرير توثق اعتداءً وحشيًا على معتقل فلسطيني من قبل خمسة جنود، حيث تعرض للضرب العنيف، والصعق الكهربائي، والاعتداء الجنسي بأدوات حادة، ما أدى إلى إصابات خطيرة استدعت جراحة طارئة.
المثير للدهشة أن هذه الرواية ليست مجرد شهادة معتقل، بل موثقة في لائحة اتهام صادرة عن الجيش الإسرائيلي نفسه ضد جنوده. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تتنصل من المسؤولية، رافضة التعاون مع الأمم المتحدة، التي اتهمت قواتها باستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب.
إن ما يحدث داخل السجون الإسرائيلية ليس مجرد انتهاكات فردية، بل جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة المعتقلين الفلسطينيين، في تحدٍّ صارخ لكل القوانين والمعاهدات الدولية. وبينما يستمر الصمت العالمي، يزداد صراخ الضحايا خلف الأسوار، منتظرين عدالة قد تطول، لكن لا يمكن أن تموت.