هزة أرضية بقوة 4.3 درجة تضرب السواحل الليبية شمال مصراتة
سجلت محطات الرصد العالمية هزة أرضية جديدة قبالة السواحل الليبية صباح اليوم السبت الموافق 29 مارس 2025م. وقعت الهزة في تمام الساعة 3:16 فجراً بالتوقيت المحلي لليبيا، وبلغت قوتها 4.3 درجة على مقياس الزلازل. تمركزت الهزة في منطقة البحر المتوسط على عمق 10 كيلومترات، وتبعد مسافة 49 كيلومتراً تقريباً عن مدينة مصراتة، و229 كيلومتراً تقريباً عن العاصمة الليبية طرابلس. شعر بالهزة سكان المناطق القريبة من السواحل الغربية، ولكن لم يسجل أي تأثير يذكر على المباني بسبب بعد المسافة عن التجمعات السكانية الكبيرة.
تفاصيل الهزة الأرضية وتأثيرها
أفادت التقارير الصادرة عن المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء أن الهزة الأرضية التي وقعت فجر اليوم تعتبر من الهزات متوسطة القوة. وبحسب المقياس المعياري للزلازل، فإن الهزات التي تتراوح قوتها بين 4.0 و4.9 درجة تصنف ضمن الهزات المتوسطة التي يمكن الشعور بها، لكنها نادراً ما تسبب أضراراً كبيرة خاصة إذا كانت بعيدة عن المناطق المأهولة.
وصرح المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء بأن الهزة وقعت في منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي، حيث توجد تصدعات أرضية نشطة تمتد عبر البحر المتوسط بمحاذاة السواحل الغربية لليبيا. كما أوضح المركز أن الشعور بالهزة اقتصر على المناطق القريبة من السواحل الغربية، دون تسجيل أي أضرار في المباني أو البنية التحتية نظراً لبعد مركز الهزة عن اليابسة.
الموقع الجغرافي للهزة
تميزت هذه الهزة بقربها النسبي من السواحل الليبية مقارنة بهزات سابقة مسجلة في المنطقة. فقد وقعت على بعد 49 كيلومتراً فقط من مدينة مصراتة، وهي مسافة تعتبر قريبة نسبياً مقارنة بهزات سابقة كانت تبعد مسافات أكبر.
الجدير بالذكر أن المنطقة شهدت في يوليو 2024 هزة أرضية مشابهة بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر، لكنها كانت أبعد عن السواحل الليبية، حيث وقعت على بعد 178 كيلومتراً شمال شرق مصراتة، و347 كيلومتراً شمال شرق طرابلس. هذا التقارب في المسافة بين الهزة الحالية والساحل الليبي هو ما جعل السكان يشعرون بها هذه المرة، على عكس الهزة السابقة التي لم يشعر بها المواطنون بسبب بعدها عن السواحل.
النشاط الزلزالي في المنطقة وتاريخه
طبيعة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط
يشير خبراء الجيولوجيا إلى أن منطقة البحر المتوسط المحاذية للسواحل الليبية تتميز بنشاط زلزالي ملحوظ بسبب وجود تصدعات أرضية نشطة تمتد عبر البحر المتوسط وبمحاذاة السواحل الغربية لليبيا. هذه التصدعات هي جزء من نظام التصدعات الكبير الناتج عن تحرك الصفائح التكتونية في حوض البحر المتوسط.
تقع ليبيا في منطقة التقاء الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الأوروآسيوية، مما يجعلها عرضة لهزات أرضية متفاوتة القوة من حين لآخر. وتعتبر المنطقة الشمالية الشرقية من مصراتة من المناطق التي تسجل نشاطاً زلزالياً بشكل دوري.
هزات أرضية سابقة في المنطقة
شهدت المنطقة ذاتها العديد من الهزات الخفيفة والمتوسطة على مر السنوات الماضية. ومن بين الهزات البارزة التي سُجلت في المنطقة، زلزال 29 ديسمبر 2019 قرب سواحل مدينة مصراتة، الذي بلغت قوته 4.8 درجة على مقياس الزلازل.
كما سجلت محطات الرصد الزلزالي التابعة للمركز الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين في 27 يوليو 2024 هزة أرضية بلغت قوتها 4.3 درجة على مقياس الزلازل في منطقة مشابهة. وقد أوضح المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء آنذاك أن الهزة لم يشعر بها المواطنون بسبب وقوع مركزها في البحر وحدوثها خلال النهار.
دور المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء
الرصد والمتابعة المستمرة
يقوم المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء بدور محوري في رصد ومتابعة النشاط الزلزالي في ليبيا والمناطق المحيطة بها. يعتمد المركز على شبكة متطورة من محطات الرصد الزلزالي التي تقوم بتسجيل أي نشاط زلزالي وتحديد موقعه وقوته ومدى تأثيره.
بالإضافة إلى ذلك، يتعاون المركز مع مراكز عالمية للرصد الزلزالي مثل المركز الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين، مما يسمح بتبادل المعلومات والخبرات ويساهم في دقة التنبؤات والتقارير الصادرة عن المركز.