اشتباكات في منطقة سابيد بين القوات الصومالية وحركة الشباب
اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة سابيد، بالقرب من مدينة أفغوي التي تقع في إقليم شبيلا السفلى، حيث شنت القوات الصومالية هجوما كبيرا على معاقل حركة الشباب مساء الاثنين 31 مارس 2025. وتبعد أفغوي حوالي 30 كم شمال غرب العاصمة مقديشو، مما يجعلها نقطة استراتيجية هامة في النزاع المستمر في البلاد.
وهزت المنطقة انفجارات عنيفة وأصوات إطلاق نار، بينما كانت القوات الصومالية تشتبك مع مسلحي حركة الشباب في قتال ضار. وقد أشار بعض الشهود المحليين إلى أن الاشتباكات قد هدأت في وقت لاحق، لكن لا يزال العديد من مقاتلي حركة الشباب متواجدين في المنطقة، مما يثير مخاوف من هجوم مضاد قد تشنه الجماعة الإرهابية في المستقبل القريب.
وتأتي هذه العمليات العسكرية في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الصومالية والقوات المتحالفة معها لاستعادة الأراضي التي تحت سيطرة حركة الشباب، التي لا تزال تحافظ على وجود قوي في العديد من المناطق رغم الهجمات المتكررة عليها.
فيما يخص التطورات الأمنية الأخيرة، فقد نشرت حركة الشباب مقطع فيديو يظهر معسكرا لتدريب وتجنيد المقاتلين الجدد. يظهر في الفيديو مئات المقاتلين الجدد، وهو ما أثار قلق المحللين الأمنيين، الذين حذروا من أن هذا قد يؤدي إلى تفاقم التهديد الأمني في المنطقة إذا استمر تجنيد المقاتلين دون أي تصدي من الحكومة والشركاء الأمنيين الدوليين.
وفي تحول لافت في استراتيجياتها القتالية، قامت حركة الشباب بتغيير تكتيكاتها الدفاعية في المناطق التي تسيطر عليها. بينما كانت الجماعة تعتمد في السابق على الانسحاب عند تعرضها لهجمات عسكرية من قبل القوات الحكومية، أصبحت الآن تحصن مواقعها داخل البلدات والقرى، بما في ذلك تحصين المنازل السكنية باستخدام الخنادق، مما يزيد من تعقيد العمليات العسكرية ضدها.
هذه التكتيكات الجديدة تثير قلقا كبيرا بشأن سلامة المدنيين، حيث أن القتال داخل المناطق السكنية قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. ووفقا للمحللين الأمنيين، فإن هذه الاستراتيجية الدفاعية يمكن أن تزيد من الصعوبات أمام القوات الصومالية وحلفائها الدوليين، الذين يسعون لاستعادة الأراضي من حركة الشباب دون أن يتسببوا في مزيد من الأضرار للمدنيين.
في هذا السياق، تسلط الاشتباكات الأخيرة في بلدات مثل سيل باراف وأودهيغلي الضوء على هذا التغيير في التكتيك. بعد السيطرة على هذه المناطق، أفيد بأن حركة الشباب قد أنشأت مواقع دفاعية داخل المنازل والبنية التحتية المدنية الأخرى. ردا على ذلك، شنت القوات الحكومية غارات جوية، بما في ذلك الهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار، مستهدفة المواقع الدفاعية للمسلحين، مما أدى إلى تدمير العديد من الأحياء السكنية والأسواق في المنطقة.