خامنئي: إيران سترد بقوة إذا تم الاعتداء عليها
في خطابه الذي ألقاه بعد صلاة عيد الفطر يوم الاثنين 31 مارس 2025، في أحد مساجد طهران، تناول المرشد الإيراني علي خامنئي، جملة من المواضيع المتعلقة بالأوضاع الداخلية والخارجية لإيران، خاصة في ظل التكهنات المتزايدة حول احتمال شن هجوم عسكري على إيران، بالإضافة إلى الاحتجاجات الداخلية التي شهدتها البلاد مؤخراً.
بدأ خامنئي حديثه بالتطرق إلى التهديدات العسكرية التي تزايدت في الفترة الأخيرة ضد إيران. وقال خامنئي إن إيران لا تعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً لشن هجوم عسكري من الخارج، موضحًا: “نحن لسنا واثقين جدًا ولا نعتقد أنه من المحتمل جدًا أن يتم ارتكاب الشر من الخارج”، مشيراً إلى أن إيران لن تتردد في الرد بقوة إذا تم الاعتداء عليها. وأضاف أن أي “شر” قد يحدث من الخارج سيكون له “ضربة قوية” من إيران.
وفي ذات السياق، تحدث خامنئي عن احتمال إثارة الفتنة داخل إيران، مؤكداً أن الشعب الإيراني هو الذي سيرد على أي محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي.
أتى خطاب خامنئي بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بالقصف إذا لم توافق إيران على اتفاق نووي جديد. في ردها على هذا التهديد، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن التصريحات الأمريكية تشكل انتهاكًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة، مشددة على أن “العنف يولد العنف” وأن الولايات المتحدة هي من تتحمل مسؤولية التصعيد في المنطقة.
خلال كلمته، جدد خامنئي تأكيده على موقف إيران الثابت ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث قال إن “العداء بين أمريكا والكيان الصهيوني هو نفسه كما كان”. وأكد خامنئي أن طهران ليست لديها “قوة بالوكالة” في المنطقة، وأن إسرائيل هي القوة الوحيدة التي تعمل نيابة عن القوى الاستعمارية. كما شدد على أن إيران ستستمر في دعم قضايا العالم الإسلامي، خصوصاً فلسطين ولبنان، التي يعاني شعوبها جراء الاحتلال والعدوان.
في إطار الرد على الضغوط الدولية، أكد خامنئي أن إيران لن تفاوض على برنامجها النووي أو على دعمها للمجموعات المسلحة في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه هي المواقف الثابتة للجمهورية الإسلامية. كما تحدث عن الدور المهم للمسلمين في تحديد مواقفهم حيال ما يجري في المنطقة، في وقت تزداد فيه الأحداث سرعة وتعقيداً.
في ختام خطابه، جدد خامنئي دعوته إلى “استئصال” إسرائيل من فلسطين، قائلاً: “يجب استئصال هذه العصابة الإجرامية من فلسطين وسيتم القضاء عليها”. وأضاف أن النظام الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة جماعية، وحذر من أن هذا النظام إذا أتيحت له الفرصة فإنه “سيغزو أراضي دول أخرى، كما غزا الأراضي السورية”.
من جانب آخر، تجدر الإشارة إلى أن التوترات بين إيران وإسرائيل قد تصاعدت بشكل ملحوظ في العام الماضي، مع تطور النزاع إلى صدامات مباشرة بين الجانبين. نجحت إسرائيل في توجيه ضربات مؤلمة للمجموعات التابعة لإيران في المنطقة، مما أسفر عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة في هذه المجموعات.