إلهامي المليجي
لم يعد خافيًا على أحد أن بنيامين نتنياهو ملاحق بالفساد من رأسه حتى قدميه…
لكن ما تكشفه التحقيقات اليوم أخطر من مجرد فساد شخصي، وأبعد من مجرد طمع زعيم متغطرس.
اليوم نتانياهو يمثل للتحقيق في قضية فساد مرتبطة مباشرة بقطر!
نعم، الدوحة، التي ما فتئت تقدم نفسها راعية للمقاومة، حامية للحقوق الفلسطينية، “حاضنة غزة”، تظهر الآن في سجلّ الفساد الصهيوني.
السؤال الذي يجب أن يُصرخ به:
ما الذي كانت تشتريه قطر من نتنياهو؟
ولماذا كانت تدفع له الرشاوى؟
وما هو الثمن الذي قبضته مقابل ملايين الدولارات التي كشفتها التحقيقات؟
هل كانت تشتري سكوتًا عن شيء؟
هل كانت تشتري “دورًا” وهميًا في غزة؟
أم كانت تشتري رأسًا سياسيًا في تسوية تُكتب في العتمة على حساب دماء الفلسطينيين؟
الحقيقة الصادمة:
لم تكن قطر تدفع لنتنياهو من جيبها، بل من رصيدنا جميعًا…
من رصيد القضية الفلسطينية، من دماء الشهداء، من تضحيات الأطفال في غزة، ومن وهم شعوب العرب التي صدّقت لوهلة أن المال القطري كان عونًا للمقاومة، فإذا به ورقة في لعبة ابتزاز سياسي كبرى.
والمخجل أكثر من الجريمة نفسها هو هذا الصمت العربي المريب…
لا إعلام قطري يجرؤ على السؤال، ولا قنوات “الرأي والرأي الآخر” تفتح الملف، ولا “محور الصمود” الذي اكتشف أن الدوحة كانت تسير على حبلين: ترسل المال للمقاومة من باب، وترشي الاحتلال من الباب الآخر.
الدرس البائس:
ما يدور خلف الكواليس أخطر مما نظن…
الأموال التي تبرّعت بها قطر لم تكن “صدقة”، بل كانت “ثمنًا” لشيء ما.
والتحقيق مع نتنياهو اليوم ليس مجرد قضية فساد، بل كشف لملف سياسي قذر، كان يُطبخ على نار هادئة، بينما نحن نصفّق للبيانات والشعارات.
حان الوقت لفتح الملف بالكامل…
ولمحاسبة كل من اشترى أو باع أو ساوم.