اتصال هاتفي بين الرئيسين تبون وماكرون حول العلاقات الجزائرية الفرنسية
تلقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء اليوم الإثنين، اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك بمناسبة عيد الفطر المبارك، حيث تم الاتفاق على إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين واستئناف التعاون في مختلف المجالات.
وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية أن الرئيسين تبادلوا تهاني العيد، وتحادثا بشكل مطول وصريح وودي حول الوضع الراهن للعلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، خاصة التوترات التي تراكمت في الأشهر الأخيرة. وأكد البيان أن الرئيسين اتفقا على العمل على إعادة بناء العلاقة بين البلدين في إطار من الحوار المتكافئ.
التعاون المشترك في مجالات متعددة
في هذا السياق، جدد الرئيسان تبون وماكرون رغبتهما في استئناف الحوار المثمر الذي تم تدشينه في عام 2022 من خلال إعلان الجزائر، الذي أسفر عن تسجيل بعض التقدم في ملفات الذاكرة، مثل إنشاء اللجنة المشتركة للمؤرخين الفرنسيين والجزائريين، فضلا عن إعادة رفاة شهداء المقاومة الجزائرية والاعتراف بالمسؤولية عن مقتل الشهيدين علي بومنجل والعربي بن مهيدي.
كما أشار البيان إلى اتفاق الرئيسين على أن متانة الروابط بين البلدين، وخاصة الروابط الإنسانية، والمصالح الاستراتيجية والأمنية المشتركة، وكذلك التحديات الإقليمية، تتطلب العودة إلى حوار فعال بين الجزائر وفرنسا. وأكد الرئيسان ضرورة تجنب التصعيد والعمل على تعزيز التعاون الثنائي في إطار الشرعية الدولية، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.
استئناف التعاون الأمني والهجرة
اتفق الرئيسان على ضرورة استئناف التعاون الأمني بين البلدين بشكل فوري، بما يتيح مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وحوض إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة التعاون في مجال الهجرة، حيث أكد الزعيمان على أهمية جعل هذا التعاون أكثر فاعلية وموثوقية لمعالجة حركة الأشخاص بين البلدين.
مواصلة العمل في ملف الذاكرة
كما أشاد الرئيسان بما أنجزته اللجنة المشتركة للمؤرخين التي أنشئت بمبادرة منهما، وأعربا عن عزمهما الراسخ على مواصلة هذا العمل المتعلق بالذاكرة وإتمامه بروح التهدئة والمصالحة. ووفقا للبيان، ستستأنف اللجنة المشتركة للمؤرخين عملها قريبا في فرنسا، على أن ترفع مخرجات أشغالها ومقترحاتها الملموسة إلى رئيسي الدولتين قبل صيف 2025.
تعزيز التعاون الاقتصادي
تطرق الرئيسان أيضا إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وفرنسا في المجالات المستقبلية، مع التركيز على تعزيز التجارة والاستثمار، بما يحقق مصالح الطرفين. وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس ماكرون الرئيس تبون بدعم فرنسا لمراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
قضية بوعلام صنصال
وفيما يخص قضية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ثقته في حكمة الرئيس تبون، داعيا إياه إلى القيام بلفتة إنسانية تجاه صنصال نظرا لسنه وحالته الصحية.
خطوات ملموسة للمستقبل
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، أعلن البيان عن زيارة مرتقبة لوزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى الجزائر العاصمة في السادس من أبريل المقبل. هذه الزيارة ستتيح فرصة لتحديد تفاصيل برنامج العمل المشترك بين البلدين والاتفاق على ملامح التعاون المستقبلي.
مستقبل العلاقة الجزائرية الفرنسية
ختم البيان بالإشارة إلى أن الرئيسين تبون وماكرون اتفقا على عقد لقاء في المستقبل القريب، مما يعكس الرغبة الحقيقية في تعزيز العلاقات بين الجزائر وفرنسا وتجاوز التحديات التي مرت بها هذه العلاقات في الأشهر الأخيرة.
وقد تزامن هذا التحول في العلاقات مع الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين في يوليو 2022 بعد دعم فرنسا للمخطط المغربي لحل قضية الصحراء الغربية، وتفاقمت الأزمة في نوفمبر 2022 بعد توقيف الكاتب بوعلام صنصال. ويبدو أن المكالمة الهاتفية الأخيرة تفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، مع تسريع وتيرة التعاون بين البلدين في العديد من المجالات.