تدريبات عسكرية ورفض الانضمام للجيش السوري الجديد: فصائل درزية في السويداء
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن قائد “لواء الجبل” في السويداء، إحدى الفصائل الدرزية المسلحة المهيمنة في السويداء جنوب غرب سوريا، أعلن بشكل قاطع أن ميليشياته ستنضم إلى الحكومة السورية الجديدة إذا تعاملت بشكل صحيح مع حقوق الدروز وحمايتهم. وأضاف القائد أن “إذا لم تعمل الحكومة بشكل صحيح، سنقاتلها”، مشيرا إلى تمسكهم بالاستقلالية ورفض أي محاولة لتجاوز حقوقهم كأقلية دينية في سوريا.
التدريبات العسكرية في السويداء
وفي جنوب غرب سوريا، تحديدا في السويداء، حيث يعيش أبناء الأقلية الدرزية، جرت تدريبات عسكرية مكثفة في يناير 2025، حيث نظم فصيل لواء الجبل تدريبا لرجال الدروز، الذين يشكلون قوة عسكرية كبيرة في المنطقة. هذه التدريبات تأتي في وقت حساس في تاريخ سوريا، حيث يسعى الجيش السوري الجديد لدمج مختلف الميليشيات المسلحة تحت مظلة واحدة، لكن المقاومة تزداد من قبل ميليشيات الدروز التي ترفض الانضمام إلى هذه القوة الموحدة، بحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
تفاصيل التدريب العسكري
في منطقة جبلية نائية، تجمع العشرات من المجندين الجدد وهم يتلقون التعليمات من المدرب فادي عزام. كان المدرب يصرخ في المجندين وهم يتدربون على ركض الحواجز المصنوعة من إطارات السيارات القديمة، قائلا لهم: “عليكم التدرب كما لو كان الأمر حقيقيا!”. وكجزء من التدريب، أطلق عزام عدة طلقات في الهواء لتحفيزهم على بذل المزيد من الجهد.
“عليكم التدرب كما لو كان الأمر حقيقيا”، صرخ المدرب فادي عزام. “أتريدونني أن أبدأ بإطلاق النار عليكم بدلا من ذلك لأجعله حقيقيا؟” قال، رافعا بندقيته ومطلقا بضع طلقات بعيدا عن المجموعة، ودوى صوت إطلاق النار عبر الوادي في صباح منعش مؤخرا.
“أنتم أسود، أسود!” صرخ السيد عزام في وجه المجندين، وهم جزء من عشرات الآلاف من مقاتلي الأقلية الدرزية السورية الذين تسيطر ميليشياتهم القوية على محافظة السويداء الوعرة، جنوب غرب العاصمة دمشق.
رفض الانضمام إلى الجيش السوري الجديد
تسعى الحكومة السورية الجديدة، التي تشكلت في أعقاب سيطرة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني أحمد الشرع لاحقا على نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى دمج الميليشيات المختلفة في جيش واحد. ولكن، الفصائل الدرزية المسلحة أظهرت مقاومة شديدة للمشاركة في هذه القوات الموحدة، حيث كانت لديهم شكوك في قدرة الحكومة الجديدة على حماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، وعلى رأسها الطائفة الدرزية.
منذ بداية السنة، اجتمعت بعض الفصائل الدرزية المسلحة مع الحكومة الجديدة لمناقشة شروط انضمامهم إلى الجيش السوري الجديد، لكن المحادثات توقفت الشهر الماضي بعد اندلاع أعمال عنف ضد أقلية دينية أخرى، ما زاد من المخاوف لدى الدروز.
العنف الطائفي وتأثيره على المفاوضات
تصاعدت حدة التوترات الطائفية بعد الهجوم الذي شنته فلول النظام القديم ضد قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة في منطقة تسيطر عليها الطائفة العلوية. وأدى هذا الهجوم إلى وقوع مئات الضحايا المدنيين في هجمات ذات دوافع طائفية، مما زاد من القلق لدى الطائفة الدرزية من الوضع الأمني المستقبلي في سوريا. في غضون ذلك، عززت الميليشيات الدرزية صفوفها، وبسطت نفوذها في جميع أنحاء المنطقة لملء الفراغ الأمني الذي خلفه انهيار نظام الأسد.
مخاوف من هيمنة الأغلبية السنية
يعتبر قادة الفصائل الدرزية الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، جزءا من جماعة إسلامية متمردة تهيمن عليها الأغلبية السنية في سوريا، ويخشى هؤلاء القادة أن تحاول هذه الحكومة الجديدة احتكار السلطة بشكل يزيد من تهميش الأقليات.
قال راكان كحول، ٢٨ عاما، الذي انضم إلى الفصيل في يناير: “نريد الدفاع عن شعبنا، عن وطننا. على أهالي السويداء حمايتها”.
قال قائد لواء الجبل، شكيب عزام، في مقابلة إن قادة الميليشيا الدرزية أرادوا منح الحكومة المؤقتة فرصة لإثبات جدارتها. وأضاف: “إذا سارت الحكومة الجديدة على الطريق الصحيح، فسننضم إليهم. وإن لم ينجحوا، فسنقاتلهم”.