ذكرت مجلة “نيوزويك” نقلا عن موقع “ماريتايم إكزكيوتيف” أن سفينة الشحن “جيران” الخاضعة لعقوبات أمريكية، والمتهمة بنقل أجزاء متعلقة ببرنامج الصواريخ لإيران، دخلت المياه الإيرانية بعد مغادرتها الصين. السفينة رست في ميناء بندر عباس جنوب إيران على الخليج العربي، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
تفاصيل الشحنة والمواد المرسلة
تعد السفينة “جيران” واحدة من السفن التي تم ربطها بمحاولات إيران للحصول على بيركلورات الصوديوم، وهي مادة كيميائية أساسية تستخدم في إنتاج وقود الصواريخ الصلب. وبحسب تقرير سابق من صحيفة “فاينانشال تايمز”، كانت السفينة “جيران” برفقة سفينة أخرى تدعى “جولبان” تحملان أكثر من 1000 طن من بيركلورات الصوديوم من الصين إلى إيران في فبراير 2025.
بيركلورات الصوديوم يستخدم في تصنيع بيركلورات الأمونيوم، وهو المكون الرئيسي في الوقود الصاروخي الصلب. لذلك، فإن شحنة المواد هذه تثير القلق في الأوساط الدولية، خاصة وأنها قد تعزز قدرة إيران على إنتاج الوقود للصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى.
العلاقة مع برنامج الصواريخ الإيراني
بحسب بعض التقارير الأمنية، يعتقد أن هذه المواد تم تسليمها إلى الحرس الثوري الإيراني في ميناء بندر عباس، وهو ما يزيد من قلق واشنطن وحلفائها الإقليميين من تعزيز إيران لقدرتها العسكرية. وقد أشير إلى أن هذه الشحنة يمكن أن تسهم في إنتاج ما يقارب 1300 طن من الوقود، مما يكفي لتزويد 260 صاروخا إيرانيا مثل صواريخ “خيبر شكان” و”حاج قاسم”.
في وقت سابق من هذا العام، في نوفمبر 2024، كانت قد دمرت إسرائيل منشآت لإنتاج الوقود الصاروخي في إيران، وهو ما يشير إلى التوتر المستمر في المنطقة حول النشاطات العسكرية الإيرانية.
ردود فعل الدول المعنية
تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة وحلفائها من أن إيران قد تكون بصدد تعزيز قدرتها على إنتاج صواريخ متطورة باستخدام المواد الكيميائية المرسلة عبر السفن. وقد اتهمت واشنطن مرارا وتكرارا الصين بتقديم الدعم لإيران في هذا السياق. من جانبها، نفت السفارة الصينية في واشنطن علمها بهذه الشحنات، مؤكدة التزام بكين بالحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ودفع الحلول الدبلوماسية في القضايا النووية الإيرانية.
أما إيران فقد رفضت التعليق على الموضوع، فيما لا يزال المسؤولون الأمريكيون يطالبون بكين بموقف أكثر شفافية بشأن هذه الشحنات.
التصعيد العسكري في المنطقة
الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على إيران بسبب أنشطتها العسكرية، تراقب عن كثب تطورات الوضع. تأتي هذه الأحداث في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، خاصة في أعقاب الهجمات الأخيرة على أهداف في إيران.
الولايات المتحدة وحلفاؤها يواصلون ممارسة الضغوط على إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي وبرنامج الصواريخ، في وقت يحذر فيه المسؤولون الأمريكيون من أن هذه الأنشطة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.