انطلقت أمس الاثنين في قاعدة أندرافيدا الجوية غرب اليونان، مناورة “إنيوخوس 2025″، وهي أكبر مناورة جوية متعددة الجنسيات في المنطقة، التي ستستمر حتى 13 أبريل 2025. هذه المناورة تشهد مشاركة قياسية من الحلفاء والدول الشريكة، حيث تمثل فرصة لتعزيز التعاون العسكري بين الدول المشاركة، بما في ذلك قطر والإمارات اللتين تشاركان لأول مرة في هذه المناورة إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
مشاركة دولية بارزة
تعتبر “إنيوخوس” من أبرز المناورات الجوية التي تجمع عددا من القوى العسكرية الكبرى، وتشارك هذا العام 11 دولة من بينها قطر وإسرائيل اللتين تشاركان لأول مرة معا. الدول الأخرى المشاركة تشمل: الولايات المتحدة الأمريكية، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، الهند، إيطاليا، بولندا، سلوفينيا، إسبانيا، الجبل الأسود، قبرص وسلوفاكيا، بالإضافة إلى البحرين كمراقب.
التجهيزات العسكرية المشاركة
تتضمن المناورة مجموعة من الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل طائرات (F-16) و(Mirage 2000-9) و(SU-30) و(G-550) و(Tornado)، بالإضافة إلى طائرات تدريب وطائرات نقل. كما سيشارك الجيش والبحرية اليونانية في هذه المناورات، من خلال تنفيذ سيناريوهات معقدة في مختلف أنحاء البر الرئيسي اليوناني والمناطق البحرية المحيطة به.
أهداف المناورة وأهميتها
تعتبر مناورة “إنيوخوس 2025” منصة هامة لاختبار التكتيكات العسكرية وتبادل الخبرات بين القوات الجوية للدول المشاركة، من خلال تنفيذ عمليات جوية مشتركة ومعقدة تشمل القتال الجوي والعمليات المشتركة في بيئة متعددة الجنسيات. كما تهدف المناورة إلى تعزيز القدرات العسكرية وتحسين التنسيق بين مختلف فروع الجيش، بما يساهم في تعزيز العلاقات العسكرية بين الدول المشاركة.
ومن المقرر أن تشمل التدريبات مجموعة من المهام المتنوعة، مثل تنفيذ عمليات قتالية جوية، عمليات الدعم اللوجستي، إضافة إلى سيناريوهات العمليات الجوية المشتركة بين جميع الدول المشاركة.
التاريخ والخلفية
أقيمت أول مناورة “إنيوخوس” في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وهي تمارين تكتيكية تهدف إلى تدريب القوات الجوية على العمليات المشتركة وفقا لعقيدة القوات الجوية اليونانية. وبفضل نجاحها الكبير، تم اتخاذ قرار بإقامتها كحدث سنوي يعزز التعاون العسكري في المنطقة.
انتقادات وتساؤلات حول المشاركات
مع هذا التعاون العسكري بين الدول الخليجية، بما في ذلك قطر والإمارات، إلى جانب إسرائيل، تثار بعض التساؤلات والانتقادات بشأن مشاركة الدول في هذه المناورات في ظل الظروف الراهنة في المنطقة، بما في ذلك الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في فلسطين وقطاع غزة. البعض يرى أن هذه المناورات تعزز علاقات الدفاع بين هذه الدول في وقت يشهد فيه الصراع العربي-الإسرائيلي مزيدا من التوترات والانتهاكات الحقوقية، خاصة مع ما يتداول من تقارير عن سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة.