بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لدعم واستقرار الصومال (AUSSOM)
وافق الاتحاد الأفريقي والإدارة الصومالية في مقديشو على نشر 2500 جندي إثيوبي كجزء من بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لدعم واستقرار الصومال (AUSSOM). ويأتي هذا الإعلان في خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال ومكافحة الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب، في إطار استراتيجية الاتحاد الأفريقي لدعم الأمن في منطقة القرن الأفريقي.
تفاصيل بعثة AUSSOM
تشمل بعثة AUSSOM المكونة من 11,900 فرد من جنود وشرطة وموظفين مدنيين، قوات من دول عدة في المنطقة. إذ من المقرر أن تساهم أوغندا بـ4500 جندي، في حين ستسهم إثيوبيا بـ2500 جندي، جيبوتي بـ1520 جنديًا، كينيا بـ1410 جنود، إضافة إلى 1091 جنديًا من مصر.
توترات سابقة وحل دبلوماسي
تأثرت العلاقة بين الصومال وإثيوبيا بالتوترات السابقة، خاصة بعد مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وصوماليلاند في يناير 2024، والتي أثارت قلق الحكومة الصومالية. في البداية، كانت هناك نية لاستبعاد القوات الإثيوبية من البعثة. ومع ذلك، جاءت الدبلوماسية المتقدمة، بما في ذلك الوساطة التركية في ديسمبر 2024، لتسهم في حل الأزمة، مما سمح بمشاركة إثيوبيا في المهمة.
تعزيز الدور المصري في القرن الأفريقي
تمثل مساهمة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الأفريقي تحولًا في السياسة المصرية تجاه منطقة القرن الأفريقي. حيث رحبت الحكومة الصومالية بمشاركة مصر في البعثة، في ضوء البروتوكول العسكري الذي تم توقيعه بين البلدين في أغسطس 2024. الاتفاق ينص على أن تسهم مصر في بعثة حفظ السلام في الصومال خلال الفترة 2025-2029.
وفي تصريح له، أشاد وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، بمشاركة مصر في هذه البعثة، مؤكدًا على أهمية التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والصومالية لتحقيق الأمن في القارة الأفريقية. ومن جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده الداعم للصومال، مشددًا على أن مصر لن تسمح بأي تهديد لأمن الصومال.
المناورة الاستراتيجية والتنافس الجيوسياسي
محللون سياسيون يرون أن نشر مصر لقواتها في الصومال يعد خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز نفوذ القاهرة في المنطقة، خاصة في ظل التنافس الجيوسياسي مع إثيوبيا. فمشاركة مصر في بعثة حفظ السلام قد تساهم في تحقيق توازن في القوة الإقليمية مع إثيوبيا، خاصة في ظل النزاعات التاريخية المتعلقة بسد النهضة.
التحديات المستقبلية
من المتوقع أن تساهم بعثة AUSSOM في تحسين الوضع الأمني في الصومال، التي تعاني من تهديدات مستمرة من قبل حركة الشباب. ومع استمرار العمليات العسكرية والجهود السياسية، ستكون مشاركة هذه القوات جزءًا من استراتيجية شاملة لتحقيق الاستقرار في الصومال والمنطقة بأسرها.
الجهود المستمرة للاتحاد الأفريقي
تعتبر بعثة AUSSOM جزءًا من الجهود المستمرة للاتحاد الأفريقي في استقرار القرن الأفريقي، وهي تمثل مرحلة جديدة في التعاون العسكري والدبلوماسي بين الدول الأفريقية لتحقيق الأمن الإقليمي.