كشف الجنرال ديفيد بترايوس عن تفاصيل خطة أمريكية قديمة ومحدثة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
كشف الجنرال ديفيد بترايوس، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية والمدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، عن تفاصيل خطة أمريكية قديمة ومحدثة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
خطة شاملة لمهاجمة البنية التحتية الإيرانية
وأوضح بترايوس أن هذه الخطة، التي تم الإعداد لها منذ نحو 15 عاما، قد تم تحديثها بشكل مستمر لتشمل مواجهة شاملة مع إيران في حال تصاعدت التوترات. وأضاف أن القوات الأمريكية كانت في مرحلة “الاستعداد الكامل” في أحد الأوقات، حيث كانت جميع الطائرات والقواعد الجوية والموارد اللوجستية مثل التزود بالوقود والتموين جاهزة.
وقال بترايوس: “هذه العملية ليست محدودة، بل هي عملية شاملة تهدف إلى تدمير ليس فقط المنشآت النووية الإيرانية، ولكن أيضا الدفاعات الجوية والصاروخية، حيث لا يمكن للطائرات المأهولة أن تحلق في الأجواء إذا كانت هذه الأنظمة لا تزال نشطة”.
الأسلحة الثقيلة: قنابل متخصصة ضد المنشآت الإيرانية
وتطرق بترايوس إلى القنابل الثقيلة التي قد تستخدم في هذه العمليات، ومنها “القنبلة الخارقة الضخمة” (MOP)، التي تزن حوالي 14 طنا والمصممة لاستهداف المنشآت المدفونة في عمق الأرض. كما ذكر قنبلة أصغر بوزن 2.5 طن تستهدف الأهداف التي تقع على عمق أقل.
وأكد بترايوس أن هذه القنابل متاحة فقط للولايات المتحدة، وأنها ستلعب دورا رئيسيا في الهجوم المحتمل على البنية التحتية النووية الإيرانية.
تعاون أمريكي إسرائيلي أم عملية مستقلة؟
فيما يتعلق بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي، قال بترايوس إن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على تنفيذ العملية العسكرية بشكل مستقل دون الحاجة إلى تدخل إسرائيل. ومع ذلك، أشار إلى أن التعاون مع إسرائيل قد يكون ذا فائدة، لكنه قد يواجه بعض التحديات المتعلقة بالمجال الجوي واعتبارات إقليمية حساسة.
وأكد بترايوس أن “إسرائيل نجحت في اختراق أنظمة الدفاع الإيرانية في الماضي، بما في ذلك استهداف منشآت حساسة مثل منشآت إنتاج محركات الصواريخ”. إلا أنه أشار إلى أن قرار الانضمام إلى الهجوم الأمريكي سيعتمد على الظروف في المنطقة.
التهديدات الإيرانية وردود واشنطن
وفيما يخص التهديدات الأخيرة التي أطلقها قادة الحرس الثوري الإيراني باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، قال بترايوس إن واشنطن تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، حيث تم اتخاذ تدابير لمواجهة هذا التهديد. وأضاف أن إيران “تعيش في بيت من زجاج”، محذرا من أن أي استفزاز من قبلها قد يؤدي إلى رد أمريكي عنيف.
وقال بترايوس في مقابلة حصرية مع قناة إيران إنترناشيونال: “إذا اتخذت إيران خطوة تؤدي إلى مقتل جنود أمريكيين أو حلفاءنا، فإن الولايات المتحدة لديها القدرة على إلحاق أضرار أوسع نطاقا بإيران، سيكون ردنا ثقيلا للغاية”.
الدبلوماسية والخيارات العسكرية
ناقش بترايوس أيضا الوضع الدبلوماسي مع إيران، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كان قد أكد مرارا أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. وأضاف أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، كانت قد أوضحت في السابق أنهما لن تقبلا ببناء إيران لسلاح نووي.
وأكد بترايوس أنه في حال فشلت الوسائل الدبلوماسية، فإن “الخطط العسكرية ستكون جاهزة للتنفيذ” وستتم استنادا إلى خطط كانت قد أعدت منذ سنوات.
تأثير الأحداث الإقليمية على الإستراتيجية الإيرانية
وفيما يخص الأحداث الإقليمية، ذكر بترايوس أن استراتيجية إيران في دعم الوكلاء في المنطقة أصبحت أكثر هشاشة مع التغيرات الجيوسياسية. وتحديدا، أشار إلى أن “سقوط بشار الأسد” في سوريا قد أضر بقدرة إيران على دعم حزب الله في لبنان وحماس في غزة، حيث كانت سوريا تعتبر نقطة وصل رئيسية لتمرير الأسلحة.
وقال بترايوس: “لقد أضعفت إسرائيل بشكل كبير قدرة حزب الله على نشر الأسلحة من خلال استهداف سلسلة التوريد التي كانت تدعم هذا التنظيم”.