روسيا تستهدف اجتماعاً لعسكريين أوكرانيين وأجانب في كريفي ريه
أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ هجوم صاروخي دقيق استهدف اجتماعاً لقادة عسكريين أوكرانيين ومدربين أجانب في مدينة كريفي ريه وسط أوكرانيا، مدعية مقتل 85 عسكرياً. في المقابل، أفادت السلطات الأوكرانية أن الهجوم استهدف منطقة سكنية وأسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. يأتي هذا الهجوم في إطار التصعيد العسكري المستمر بين روسيا وأوكرانيا، مع استمرار الاختلاف في الروايات بين الطرفين حول طبيعة الأهداف والخسائر الناجمة عن العمليات العسكرية.
تفاصيل الهجوم الروسي
شنت القوات الروسية يوم الجمعة الموافق 4 أبريل 2025 هجوماً صاروخياً على مدينة كريفي ريه الأوكرانية، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع الروسية، استهدف الهجوم اجتماعاً لقادة القوات الأوكرانية ومدربين غربيين كانوا متواجدين في أحد المطاعم بالمدينة.
أوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيانها أن القوات الروسية “نفذت هجوماً صاروخياً عالي الدقة” على الهدف المذكور. وذكر البيان أن “صاروخاً عالي الدقة مزوداً بشحنة شديدة الانفجار” تم إطلاقه في تمام الساعة 18:49 من يوم 4 أبريل 2025، مستهدفاً موقع الاجتماع الذي ضم قادة الوحدات الأوكرانية والمدربين الغربيين. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عبر قناة تيليجرام الخاصة بها عن هذه العملية العسكرية.
الخسائر المعلنة من الجانب الروسي
ادعت وزارة الدفاع الروسية أن الضربة الصاروخية أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف القوات المستهدفة. وبحسب البيان الروسي، بلغ إجمالي الخسائر نحو 85 من الجنود والضباط، بمن فيهم ضباط من دول أجنبية. كما أشارت الوزارة إلى تدمير ما يصل إلى 20 آلية وسيارة كانت متواجدة في المنطقة المستهدفة.
أكدت الوزارة أن الهجوم كان محدداً وموجهاً ضد هدف عسكري متمثل في اجتماع للقادة العسكريين الأوكرانيين والمدربين الأجانب، وأن الضربة حققت جميع أهدافها المخطط لها.
الرواية الأوكرانية للهجوم
تختلف الرواية الأوكرانية بشكل جوهري عن الرواية الروسية فيما يتعلق بطبيعة الهدف المستهدف والخسائر الناجمة عن الهجوم الصاروخي. فقد نفى الجيش الأوكراني صحة المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية، مؤكداً أنها “معلومات كاذبة بخصوص استهداف ضباط في كريفي ريه”.
الضحايا المدنيون
ذكر مسؤولون أوكرانيون أن الضربة الصاروخية الروسية استهدفت حياً سكنياً في مدينة كريفي ريه، وليس موقعاً عسكرياً كما تدعي روسيا. وبحسب التقارير الأوكرانية، أسفر الهجوم عن مقتل 16 شخصاً على الأقل، من بينهم 6 أطفال.
في تصريح منفصل، أعلن حاكم كريفي ريه الأوكراني أن الهجوم الصاروخي الروسي على المنطقة السكنية أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين. ويلاحظ هنا وجود تفاوت في أعداد الضحايا المبلغ عنها من قبل المصادر الأوكرانية المختلفة، وهو أمر شائع في حالات الإبلاغ الأولية عن الهجمات في مناطق النزاع.
التناقض في الروايات وتداعيات الهجوم
يظهر تناقض واضح بين الروايتين الروسية والأوكرانية فيما يتعلق بطبيعة الهدف المستهدف والخسائر الناجمة عن الهجوم. بينما تؤكد روسيا أنها استهدفت اجتماعاً عسكرياً في مطعم، تصر أوكرانيا على أن الصواريخ أصابت منطقة سكنية وأوقعت ضحايا من المدنيين.
المواقف الرسمية
تعكس هذه التناقضات في الروايات نمطاً متكرراً في الصراع الروسي الأوكراني، حيث غالباً ما يقدم كل طرف رواية مختلفة للأحداث بما يتماشى مع أهدافه السياسية والعسكرية. ويصعب في كثير من الأحيان التحقق بشكل مستقل من صحة ادعاءات الطرفين، خاصة في المناطق التي تشهد أعمالاً قتالية نشطة.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة كريفي ريه تكتسب أهمية رمزية كونها مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما قد يفسر استهدافها من قبل القوات الروسية في محاولة لتوجيه رسالة سياسية.
تداعيات الهجوم على المدنيين
بغض النظر عن الهدف الحقيقي للضربة الصاروخية، فإن وقوع ضحايا مدنيين يثير مخاوف بشأن الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني والتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. وتشير الخلافات حول طبيعة الهدف المستهدف إلى الصعوبات التي تواجه جهود التحقق من الحقائق في مناطق النزاع.
يمثل الهجوم الصاروخي الروسي على مدينة كريفي ريه حلقة جديدة في سلسلة الأعمال العسكرية المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا. وفي ظل التناقض الواضح بين روايات الطرفين، يبقى من الصعب تحديد الحقيقة الكاملة حول طبيعة الهدف المستهدف وحجم الخسائر الناجمة عن الهجوم.
تؤكد هذه الحادثة على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في التعامل مع النزاع الروسي الأوكراني، وضرورة إجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي الإنساني. كما تسلط الضوء على معاناة المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع الممتد، سواء كانوا مستهدفين بشكل مباشر أو وقعوا ضحايا للأضرار الجانبية للعمليات العسكرية.









