روسيا تتهم أوكرانيا بشن 14 هجوماً على منشآت الطاقة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
تصاعدت حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا مرة أخرى بعد اتهامات موسكو الأخيرة لكييف بشن 14 هجوماً على منشآت الطاقة الروسية خلال 24 ساعة، وذلك على الرغم من الاتفاق الموقّع بوساطة أمريكية لوقف استهداف البنى التحتية الحيوية[1][2]. جاءت هذه التطورات في سياق استمرار الحرب الدائرة بين البلدين منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي شهدت مؤخراً تصعيداً ملحوظاً في استهداف المنشآت المدنية، مما يهدد بانهيار الجهود الدبلوماسية الرامية لاحتواء الأزمة.
تفاصيل الهجمات المتبادلة وآثارها الميدانية
أفادت وزارة الدفاع الروسية بتعرض مناطق بريانسك وبيلجورود وسمولينسك وليبيتسك وفارونيش لضربات جوية وباستخدام الطائرات المسيرة، إلى جانب منطقتي لوجانسك وخيرسون الخاضعتين للسيطرة الروسية. من جانبها، نفت أوكرانيا الاتهامات وردّت باتهام موسكو بشن هجمات “ممنهجة” على محطات الطاقة في مناطق خاركيف ودنيبرو وزابوريجيا، مما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 35 آخرين، بينهم أطفال.
خرق الاتفاق الأمريكي وتبادل الاتهامات
كشف مصدر دبلوماسي غربي عن أن كلا الطرفين أبلغا واشنطن بانتهاك الاتفاق غير المعلن، الذي تم التوصل إليه عبر مفاوضات سعودية أواخر 2024، والذي ينص على تجنيب منشآت الطاقة من الهجمات المتبادلة. وأشارت تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن الهجمات الروسية الأخيرة شملت إطلاق 74 طائرة مسيرة استهدفت بشكل مكثف البنية التحتية الحيوية في جنوب البلاد وشمالها الشرقي.
السياق الاستراتيجي للصراع على الطاقة
تشكّل منشآت الطاقة هدفاً استراتيجياً للطرفين منذ بداية الحرب، حيث تعتمد روسيا على صادرات الطاقة كرافد اقتصادي رئيسي، بينما تسعى أوكرانيا لشل قدرات خصمها اللوجستية. يذكر أن القوات الروسية كانت قد شنت في مارس 2024 أضخم هجوم على شبكة الكهرباء الأوكرانية، تسبب في انقطاع التيار عن ملايين المدنيين.
ردود الفعل الدولية وتداعياتها
أدانت فرنسا وبريطانيا عبر بيان مشترك “استمرار موسكو في سياسة تدمير المنشآت المدنية”، بينما وصف الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الوضع الميداني بأنه “الأكثر تعقيداً منذ بداية الغزو”. من ناحية أخرى، كشف تقييم استخباراتي لحلف الناتو عن تجاوز الخسائر البشرية الروسية حاجز 900 ألف جندي منذ فبراير 2022، مع تسجيل 35 ألفاً و140 قتيلاً خلال فبراير 2025 وحده.
المآلات الإنسانية وانعكاساتها على المدنيين
أدت الهجمات الأخيرة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق الحدودية، حيث أعلنت سلطات بريانسك الروسية عن مقتل مدني وإصابة 3 آخرين في قرية بيلايا بيريوزكا، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض في خاركيف الأوكرانية. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 15 ألف عائلة من مناطق القتال خلال الأسبوع الماضي فقط.