منع السلطات الإسرائيلية دخول عضوتي البرلمان البريطاني يوان يانغ وابتسام محمد يهدد بأسعار أزمة بين إسرائيل وبريطانيا
منعت السلطات الإسرائيلية دخول عضوتي البرلمان البريطاني عن حزب العمال، يوان يانغ وابتسام محمد، وقامت بترحيلهما على الفور، في واقعة أثارت توتراً دبلوماسياً بين إسرائيل والمملكة المتحدة. وقد رد وزير الخارجية البريطاني بحزم على الحادثة واصفاً إياها بأنها “غير مقبولة ومثيرة للقلق البالغ”، حيث تأتي هذه الخطوة وسط مناخ متوتر في العلاقات بين البلدين على خلفية الموقف البريطاني من الحرب في غزة. وبررت السلطات الإسرائيلية قرارها بمزاعم حول نية النائبتين توثيق أنشطة قوات الأمن ونشر خطاب كراهية ضد إسرائيل.
تفاصيل الواقعة ومبررات إسرائيل
سافرت النائبتان البريطانيتان إبتسام محمد، ممثلة دائرة شيفيلد سنترال، ويوان يانغ، ممثلة دائرة إيرلي ووودلي، إلى إسرائيل من مطار لوتون يوم السبت الموافق 5 أبريل 2025، ضمن وفد برلماني، إلا أنهما فوجئتا بمنعهما من دخول الأراضي الإسرائيلية واحتجازهما في المطار تمهيداً لترحيلهما.
وأصدرت وزارة الهجرة الإسرائيلية بياناً رسمياً أوضحت فيه أسباب منع النائبتين من الدخول، حيث ادعت أن السبب يعود إلى “الاشتباه في تخطيطهما لتوثيق أنشطة قوات الأمن ونشر الكراهية ضد إسرائيل”.
وجاء قرار المنع بعد استجوابات أجرتها السلطات الإسرائيلية في المطار، والتي كشفت، حسب زعمها، أن الغرض من الزيارة هو “تسليط الضوء على عمل قوات الأمن الإسرائيلية ونشر خطاب كراهية ضد إسرائيل”.
من جانبها، أصدرت السفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة بياناً أكثر تفصيلاً يشرح الأسباب التي دفعت السلطات الإسرائيلية لاتخاذ هذا القرار، حيث ذكرت أن النائبتين منعتا من دخول إسرائيل “بعد اتهامهما إسرائيل بادعاءات كاذبة، والدعوة إلى المقاطعة، ونشر الأكاذيب، والترويج بنشاط لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين، ودعم حملات تهدف إلى مقاطعة دولة إسرائيل”.
الرواية الإسرائيلية للحادثة
أضافت السفارة الإسرائيلية في بيانها أن “الزيارة كانت تهدف إلى استفزاز المواطنين الإسرائيليين وإيذائهم ونشر الأكاذيب عنهم”، مؤكدة أنه “تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية منع دخول هؤلاء الأفراد (كما هو الحال في المملكة المتحدة)”.
وكشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن استجوابات السلطات الإسرائيلية للنائبتين هي التي أدت إلى الكشف عما اعتبرته السلطات نوايا حقيقية للزيارة تتعارض مع المصالح الإسرائيلية، مما دفعها لاتخاذ قرار المنع والترحيل الفوري.
ردود الفعل البريطانية الرسمية
سارعت الحكومة البريطانية للرد على واقعة احتجاز وترحيل النائبتين، حيث أصدر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، بياناً أعرب فيه عن استيائه الشديد من الحادثة.
وصرح لامي بأن احتجاز النائبين “غير مقبول، ويؤدي إلى نتائج عكسية، ومثير للقلق البالغ..
وفي تصريح لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية، قال لامي: “لقد أوضحتُ لنظرائي في الحكومة الإسرائيلية أن هذه ليست طريقة لمعاملة البرلمانيين البريطانيين، وقد تواصلنا مع النائبين الليلة لتقديم دعمنا”.
وأضاف: “لا يزال تركيز حكومة المملكة المتحدة منصبًّا على ضمان العودة إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات لوقف إراقة الدماء، وتحرير الرهائن، وإنهاء الصراع في غزة”.
يعكس رد الفعل البريطاني الرسمي قلقاً من التداعيات المحتملة للحادثة على العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في ظل التوترات القائمة بالفعل بسبب الموقف البريطاني من النزاع في غزة، حيث تكرر المملكة المتحدة دعواتها لإسرائيل بوقف العمليات العسكرية في القطاع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
خلفية عن النائبتين
تنتمي النائبتان ابتسام محمد ويوان يانغ إلى حزب العمال البريطاني، الذي يقود الحكومة البريطانية الحالية. وتمثل ابتسام محمد دائرة شيفيلد سنترال، بينما تمثل يوان يانغ دائرة إيرلي ووودلي.
وتعد النائبتان من بين الأصوات البرلمانية البريطانية المنتقدة للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وفقاً للرواية الإسرائيلية، فإن النائبتين معروفتان بمواقفهما المؤيدة للقضية الفلسطينية ودعمهما لحركات مقاطعة إسرائيل، وهو ما يمكن أن يفسر حساسية السلطات الإسرائيلية تجاه زيارتهما المرتقبة.
ويبدو أن هذه المواقف، إلى جانب ما اعتبرته إسرائيل “نشر أكاذيب ودعوات للمقاطعة”، كانت وراء قرار منعهما من دخول البلاد.