أعلنت الجمارك الإيرانية في أحدث تقرير لها عن دخول عشرة ملايين طن من الذهب إلى البلاد خلال العام الماضي، بقيمة تقدر بنحو ثمانية مليارات دولار. في الوقت نفسه، كشفت الجمارك الإيرانية أن الميزان التجاري غير النفطي للبلاد بلغ سالب 14.5 مليار دولار في العام الماضي، حيث تشكل واردات السبائك الذهبية الخام أكثر من ثمانية مليارات دولار من هذا العجز.

زيادة كبيرة في واردات الذهب

وبحسب تقرير الجمارك الإيرانية، بلغ إجمالي واردات السلع إلى إيران أكثر من 72 مليار دولار، مما يمثل زيادة تقدر بنحو ثمانية في المائة مقارنة بالعام 1402 هجريًا شمسيًا. ويتضح من التقرير أن جزءًا كبيرًا من واردات إيران يأتي من دول مثل الإمارات العربية المتحدة، الصين، تركيا، ألمانيا، الهند، هونغ كونغ وروسيا.

إيران تسعى للالتفاف على العقوبات

في سياق تحركات إيران لتجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، أكد المسؤولون الإيرانيون في وقت سابق أن البلد يسعى إلى استيراد أكبر كمية ممكنة من الذهب لتعويض صعوبة تحويل النقد الأجنبي. ومع بداية ديسمبر 2022، اتخذت الجمهورية الإسلامية خطوة تسهيل استيراد الذهب مقابل تصدير السلع. هذا التحول الاستراتيجي ساعد إيران في إتمام عمليات التجارة الدولية بعيدًا عن نظام التحويلات المالية التقليدي الذي يتأثر بالعقوبات.

قفزة كبيرة في واردات الذهب

في فبراير/شباط من العام الماضي، أشار المسؤولون الإيرانيون إلى أنهم استوردوا ذهبًا بقيمة 6.3 مليار دولار خلال عشرة أشهر، مسجلين بذلك زيادة هائلة بنسبة 294% مقارنة بنفس الفترة من العام الذي قبله. يعتقد المسؤولون الإيرانيون أن هذه الزيادة تعكس النجاحات في مساعيهم لمواصلة التجارة العالمية رغم القيود الاقتصادية.

الواردات من دول مختلفة

وفيما يتعلق بمصادر واردات الذهب، أشار المسؤولون الإيرانيون إلى أن غالبية السبائك الذهبية جاءت من دول أفريقية، بالإضافة إلى تركيا وروسيا. وتعتبر هذه الدول من بين الشركاء الرئيسيين لإيران في ظل تعقيدات التحويلات المالية المرتبطة بالعقوبات.

التحديات الاقتصادية المستمرة

رغم جهود إيران للتغلب على العقوبات وخلق طرق جديدة للتجارة، إلا أن التحديات الاقتصادية لا تزال قائمة. وبحسب التقرير، فإن عجز الميزان التجاري غير النفطي بلغ 14.5 مليار دولار، ما يعكس اعتماد البلاد على استيراد السلع الأساسية، بما في ذلك الذهب، في وقت لا تزال فيه صادراتها تواجه صعوبة في تحقيق توازن تجاري إيجابي.