ارتفاع سعر الدولار وارتباطه بزيادات أسعار الوقود في مصر وفق شروط صندوق النقد الدولي
تشهد السوق المصرية حالة من الترقب المكثف مع اقتراب موعد اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمشتقات البترولية المقرر في أبريل 2025، حيث يتوقع الخبراء زيادة جديدة في أسعار البنزين والسولار كجزء من التزامات مصر ببرنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي. تأتي هذه التوقعات في ظل ارتفاع متواصل لسعر الدولار مقابل الجنيه المصري، والذي بلغ مستويات قياسية مؤخراً، مما يزيد من أعباء فاتورة استيراد المشتقات النفطية.
السياق الاقتصادي وضغوط صندوق النقد الدولي
تعمل الحكومة المصرية على تنفيذ حزمة إصلاحات اقتصادية صارمة تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي ضمن برنامج قرض بقيمة 8 مليارات دولار. تشمل هذه الإصلاحات تحرير سعر الصرف تدريجياً ورفع الدعم عن السلع الأساسية، حيث تهدف إلى خفض عجز الموازنة من 6.8% إلى 5.1% خلال العام المالي الحالي.
وفقاً لمصادر حكومية، تعهدت مصر بشكل رسمي بإلغاء الدعم الكامل عن منتجات الطاقة بحلول ديسمبر 2025، مع تنفيذ زيادات ربع سنوية تتراوح بين 10-15% حتى الوصول إلى التسعير الكامل وفق الأسعار العالمية. يأتي هذا الالتزام في إطار المراجعة الرابعة لاتفاقية الصندوق، والتي شهدت بعض التخفيف في الشروط لكنها حافظت على الجوهر الإصلاحي.
آلية تسعير الوقود وتأثير سعر الصرف
تعتمد آلية التسعير الحالية على معادلة رياضية تربط بين الأسعار المحلية والعالمية، مع مراعاة تكاليف النقل والضرائب. مع ارتفاع سعر الدولار من 30.9 جنيه في يناير 2024 إلى 48.6 جنيه في أبريل 2025، زادت التكلفة الفعلية لاستيراد البرميل الواحد من النفط بنسبة 57%، مما يضع ضغوطاً إضافية على ميزانية الدعم.
تشير حسابات وزارة البترول إلى أن كل زيادة بنسبة 1% في سعر الدولار ترفع تكلفة دعم الوقود بمقدار 2.3 مليار جنيه سنوياً. مع توقع استمرار ارتفاع العملة الأمريكية، أصبحت الزيادات الدورية في أسعار المحروقات ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار القطاع.
الزيادات المتوقعة وتفاصيلها الفنية
كشفت مصادر بوزارة البترول عن خطة زمنية مفصلة لزيادات الوقود، حيث من المقرر تنفيذ ثلاث موجات زيادة خلال الفترة من أبريل 2025 إلى يونيو 2026. تبدأ الموجة الأولى بمتوسط زيادة 15% في أبريل، تليها زيادة 12% في أكتوبر، ثم 8% أخيرة في يونيو 2026 لبلوغ التسعير الكامل.
التفاصيل الفنية للزيادات المرتقبة
تشمل الخطة المقترحة زيادة سعر السولار بمقدار 2-3 جنيهات للتر خلال المرحلة الأولى، بينما قد ترتفع أسعار البنزين كالتالي: – بنزين 80: زيادة 4 جنيهات – بنزين 92: زيادة 5 جنيهات -بنزين 95: زيادة 6 جنيهات في حال الموافقة على رفع سعر أسطوانة البوتاجاز 50 جنيهاً، قد تخفف الزيادات لتكون: – السولار: 3 جنيهات – بنزين 80: 3.5 جنيه – بنزين 92: 4 جنيهات – بنزين 95: 5 جنيهات
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة
تشير تقديرات البنك المركزي إلى أن كل زيادة بنسبة 10% في أسعار الوقود تؤدي إلى: – ارتفاع معدل التضخم 1.2 نقطة مئوية – زيادة تكلفة النقل بنسبة 18% – انخفاض القوة الشرائية للمواطن بنسبة 5% من الناحية الاجتماعية، قد تؤدي هذه الزيادات إلى تفاقم الأعباء المعيشية، خاصة للفئات محدودة الدخل التي تنفق 34% من دخلها على النقل وشراء الوقود حسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة.
خطة الحكومة لمواجهةارتفاعالأسعار
تعمل الحكومة على تطبيق حزمة تعويضات تشمل: – زيادة بدل الانتقالات للعاملين بالقطاع العام 25% – توسيع شبكة الدعم النقدي “تكافل وكرامة” لتشمل 1.2 مليون أسرة إضافية – إطلاق برنامج تحويل سيارات الأجرة للعمل بالغاز الطبيعي بدعم فني ومالي كما تدرس وزارة التموين إمكانية توفير بطاقات وقود مدعومة بنظام الحصص للفئات الأولى بالرعاية، على أن يتم تمويلها من خلال فرض رسوم إضافية على استهلاك الشركات الكبرى.